مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

تترى

صفحة 163 - الجزء 1

  قوله تعالى: {فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ}⁣[البقرة: ٣٨]، {قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً}⁣[يس: ٢٠ - ٢١]، {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ}⁣[طه: ١٢٣]، {اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}⁣[الأعراف: ٣]، {واتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ}⁣[الشعراء: ١١١]، {واتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي}⁣[يوسف: ٣٨]، {ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْها ولا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}⁣[الجاثية: ١٨]، {واتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ}⁣[البقرة: ١٠٢]، {ولا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ}⁣[البقرة: ١٦٨]، {إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ}⁣[الدخان: ٢٣]، {ولا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ الله}⁣[ص: ٢٦]، {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ}⁣[الكهف: ٦٦]، {واتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ}⁣[لقمان: ١٥].

  ويقال: أَتْبَعَه: إذا لحقه، قال تعالى: {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ}⁣[الشعراء: ٦٠]، {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً}⁣[الكهف: ٨٩]، {وأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِه الدُّنْيا لَعْنَةً}⁣[القصص: ٤٢]، {فَأَتْبَعَه الشَّيْطانُ}⁣[الأعراف: ١٧٥]، {فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً}⁣[المؤمنون: ٤٤].

  يقال: أَتْبَعْتُ عليه، أي: أحلت عليه، ويقال: أُتْبِعَ فلان بمال، أي: أحيل عليه، والتَّبِيع خصّ بولد البقر إذا تبع أمه، والتَّبَعُ: رِجْلُ الدابة، وتسميته بذلك كما قال:

  ٧٩ - كأنّما اليدان والرجلان ... طالبتا وتر وهاربان⁣(⁣١)

  والمُتْبِعُ من البهائم: التي يتبعها ولدها، وتُبَّعٌ كانوا رؤساء، سمّوا بذلك لاتباع بعضهم بعضا في الرياسة والسياسة، وقيل: تُبَّع ملك يتبعه قومه، والجمع التَّبَابِعَة قال تعالى: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ}⁣[الدخان: ٣٧]، والتُّبَّعُ: الظل.

تترى

  تَتْرَى على فعلى، من المواترة، أي: المتابعة وترا وترا، وأصلها واو فأبدلت، نحو: تراث وتجاه، فمن صرفه جعل الألف زائدة لا للتأنيث، ومن لم يصرفه جعل ألفه للتأنيث⁣(⁣٢).

  قال تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا}⁣[المؤمنون: ٤٤]، أي: متواترين.

  قال الفرّاء⁣(⁣٣): يقال: تترى في الرفع، وتترى


(١) البيت لبكر بن النطاح وانظر أخباره في الأغاني ١٧/ ١٥٣، وهو في محاضرات الراغب ٤/ ٦٤١، وعيار الشعر ص ٣٠.

(٢) قال شيخنا:

تترى إذا نوّنتها ألحقتا ... وإن تكن تركته منعتا

فهي للتأنيث لا الإلحاق ... فمنعت لذاك للحذّاق

(٣) راجع معاني القرآن له ٢/ ٢٣٦، وانظر اللسان (وتر).