مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ترب

صفحة 165 - الجزء 1

  ٧٩ - وقد تخذت رجلي إلى جنب غرزها ... نسيفا كأفحوص القطاة المطرّق⁣(⁣١)

  واتّخذ: افتعل منه، {أَفَتَتَّخِذُونَه وذُرِّيَّتَه أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي}⁣[الكهف: ٥٠]، {قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ الله عَهْداً}⁣[البقرة: ٨٠]، {واتَّخَذُوا مِنْ دُونِ الله آلِهَةً}⁣[مريم: ٨١]، {واتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى}⁣[البقرة: ١٢٥]، {لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ}⁣[الممتحنة: ١]، {لَاتَّخَذْتَ عَلَيْه أَجْراً}⁣[الكهف: ٧٧].

ترب

  التُّرَاب معروف، قال تعالى: {أَإِذا كُنَّا تُراباً}⁣[الرعد: ٥]، وقال تعالى: {خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ}⁣[فاطر: ١١]، {يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً}⁣[النبأ: ٤٠]. وتَرِبَ: افتقر، كأنه لصق بالتراب، قال تعالى: {أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ}⁣[البلد: ١٦]، أي: ذا لصوق بالتراب لفقره. وأَتْرَبَ:

  استغنى، كأنه صار له المال بقدر التراب، والتَّرْبَاء: الأرض نفسها، والتَّيْرَب واحد التَّيَارب، والتَّوْرَب والتَّوْرَاب: التراب، وريح تَرِبَة: تأتي بالتراب، ومنه قوله #:

  «عليك بذات الدّين تَرِبَتْ يداك»⁣(⁣٢) تنبيها على أنه لا يفوتنّك ذات الدين، فلا يحصل لك ما ترومه فتفتقر من حيث لا تشعر.

  وبارح تَرِبٌ⁣(⁣٣): ريح فيها تراب، والترائب:

  ضلوع الصدر، الواحدة: تَرِيبَة. قال تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرائِبِ}⁣[الطارق: ٧]، وقوله: {أَبْكاراً عُرُباً أَتْراباً}⁣[الواقعة: ٣٦ - ٣٧]، {وكَواعِبَ أَتْراباً}⁣[النبأ: ٣٣]، {وعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ}⁣[ص: ٥٢]، أي: لدات، تنشأن معا تشبيها في التساوي والتماثل بالترائب التي هي ضلوع الصدر، أو لوقوعهنّ معا على الأرض، وقيل:

  لأنهنّ في حال الصبا يلعبن بالتراب معا.

ترث

  {وتَأْكُلُونَ التُّراثَ}⁣[الفجر: ١٩]، أصله:

  وراث، وهو من باب الواو.

تفث

  قال تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ}⁣[الحج: ٢٩]، أي: يزيلوا وسخهم. يقال: قضى الشيء يقضي: إذا قطعه وأزاله. وأصل التَّفْث: وسخ الظفر وغير ذلك، مما شابه أن يزال عن البدن.

  قال أعرابيّ: ما أَتْفَثَكَ وأدرنك.


(١) البيت للممزق العبدي، شاعر جاهلي، وهو في الأصمعيات ص ١٦٥، واللسان (فحص)، والحيوان ٥/ ٢٨١، والجمهرة ٢/ ١٦٣، والأفعال ٣/ ٣٦٧.

(٢) الحديث صحيح متفق على صحته برواية: «فاظفر بذات الدين تربت يداك». وهو في فتح الباري ٩/ ١١٥، ومسلم (١٤٦٦)، وشرح السنة ٩/ ٨.

(٣) قال ابن منظور: البوارح: الرياح الشدائد التي تحمل التراب في شدة الهبوات، واحدها: بارح.