مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ثمد

صفحة 176 - الجزء 1

  أي: جماعة⁣(⁣١)، وثللت كذا: تناولت ثلَّة منه، وثلّ عرشه: أسقط ثلة منه، والثلل. قصر الأسنان لسقوط ثلة منه، وأثلّ فمه:

  سقطت أسنانه، وتثللت الركية، أي: تهدّمت.

ثمد

  ثَمُود قيل: هو أعجمي، وقيل: هو عربيّ، وترك صرفه لكونه اسم قبيلة، أو أرض، ومن صرفه جعله اسم حيّ أو أب، لأنه يذكر فعول من الثَّمَد، وهو الماء القليل الذي لا مادّة له، ومنه قيل: فلان مَثْمُود، ثَمَدَتْه النساء أي:

  قطعن مادّة مائه لكثرة غشيانه لهنّ، ومَثْمُود: إذا كثر عليه السّؤال حتى فقد مادة ماله.

ثمر

  الثَّمَرُ اسم لكلّ ما يتطعم من أحمال الشجر، الواحدة ثَمَرَة، والجمع: ثِمَار وثَمَرَات، كقوله تعالى: {أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِه مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ}⁣[البقرة: ٢٢]، وقوله تعالى: {ومِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ والأَعْنابِ}⁣[النحل: ٦٧]، وقوله تعالى: {انْظُرُوا إِلى ثَمَرِه إِذا أَثْمَرَ ويَنْعِه}⁣[الأنعام: ٩٩]، وقوله تعالى: {ومِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ}⁣[الرعد: ٣]، والثَّمَر قيل: هو الثِّمَار، وقيل: هو جمعه، ويكنّى به عن المال المستفاد، وعلى ذلك حمل ابن عباس (وكان له ثمر)⁣(⁣٢) [الكهف: ٣٤] ويقال: ثَمَّرَ اللَّه ماله، ويقال لكلّ نفع يصدر عن شيء: ثَمَرَة كقولك: ثمرة العلم العمل الصالح، وثمرة العمل الصالح الجنّة⁣(⁣٣)، وثمرة السوط عقدة أطرافها تشبيها بالثمر في الهيئة، والتدلي عنه كتدلي الثمر عن الشجر، والثَّمِيرَة من اللبن: ما تحبّب من الزبد تشبيها بالثمر في الهيئة وفي التحصيل من اللبن.

ثمَّ

  ثُمَّ حرف عطف يقتضي تأخر ما بعده عمّا قبله⁣(⁣٤)، إمّا تأخيرا بالذات، أو بالمرتبة، أو بالوضع حسبما ذكر في (قبل) وفي (أول). قال تعالى: {أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِه آلآنَ وقَدْ كُنْتُمْ بِه تَسْتَعْجِلُونَ ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا[يونس: ٥١ - ٥٢]، وقال ø: {ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ}⁣[البقرة: ٥٢]، وأشباهه.


(١) قال ابن مالك:

ضأن وصوف وتراب ثلَّه ... وعن حلاك عبروا بثلَّه

وزمرة الناس تسمى ثلَّه ... شاهده في محكم الكتاب

(٢) انظر: الدرّ المنثور ٥/ ٣٩٠، وهي قراءة ابن عباس من القراءات الشاذة. وقال مجاهد: ما كان في القرآن من ثمر فهو مال، وما كان من ثمر فهو من الثمار. انظر: اللسان (ثمر).

(٣) انظر مجمع البلاغة للمؤلف ١/ ٤٤.

(٤) راجع مغني اللبيب، والجنى الداني، باب ثمّ، والبصائر ٢/ ٣٤٤.