حسم
  والحاسر: المُعْيَا لانكشاف قواه، ويقال للمعيا حاسر ومحسور، أمّا الحاسر فتصوّرا أنّه قد حسر بنفسه قواه، وأما المحسور فتصوّرا أنّ التعب قد حسره، وقوله ø: {يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وهُوَ حَسِيرٌ}[الملك: ٤]، يصحّ أن يكون بمعنى حاسر، وأن يكون بمعنى محسور، قال تعالى: {فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً}[الإسراء: ٢٩]. والحَسْرةُ: الغمّ على ما فاته والندم عليه، كأنه انحسر عنه الجهل الذي حمله على ما ارتكبه، أو انحسر قواه من فرط غمّ، أو أدركه إعياء من تدارك ما فرط منه، قال تعالى: {لِيَجْعَلَ الله ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ}[آل عمران: ١٥٦]، {وإِنَّه لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ}[الحاقة: ٥٠]، وقال تعالى: {يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ الله}[الزمر: ٥٦]، وقال تعالى: {كَذلِكَ يُرِيهِمُ الله أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ}[البقرة: ١٦٧]، وقوله تعالى: {يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ}[يس: ٣٠]، وقوله تعالى: في وصف الملائكة: {لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِه ولا يَسْتَحْسِرُونَ}[الأنبياء: ١٩]، وذلك أبلغ من قولك: (لا يحسرون).
حسم
  الحَسْم: إزالة أثر الشيء، يقال: قطعه فَحَسَمَه، أي: أزال مادّته، وبه سمّي السيف حُسَاما. وحَسْمُ الداء: إزالة أثره بالكيّ، وقيل للشؤم المزيل لأثر من ناله: حُسُوم، قال تعالى: {ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً}[الحاقة: ٧]، قيل:
  حاسما أثرهم، وقيل: حاسما خبرهم، وقيل:
  قاطعا لعمرهم. وكل ذلك داخل في عمومه.
حسن
  الحُسْنُ: عبارة عن كلّ مبهج مرغوب فيه، وذلك ثلاثة أضرب:
  مستحسن من جهة العقل.
  ومستحسن من جهة الهوى.
  ومستحسن من جهة الحسّ.
  والحسنةُ يعبّر عنها عن كلّ ما يسرّ من نعمة تنال الإنسان في نفسه وبدنه وأحواله، والسيئة تضادّها. وهما من الألفاظ المشتركة، كالحيوان، الواقع على أنواع مختلفة كالفرس والإنسان وغيرهما، فقوله تعالى: {وإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِه مِنْ عِنْدِ الله}[النساء: ٧٨]، أي:
  خصب وسعة وظفر، {وإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} أي:
  جدب وضيق وخيبة(١)، {يَقُولُوا هذِه مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ الله}[النساء: ٧٨]، وقال تعالى: {فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِه}[الأعراف: ١٣١]، وقوله تعالى:
(١) عن مطرّف بن عبد اللَّه قال: ما تريدون من القدر؟ ما يكفيكم الآية التي في سورة النساء: {وإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِه مِنْ عِنْدِ اللَّه وإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هذِه مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّه} الدر المنثور ٢/ ٥٩٧.