مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

حير

صفحة 263 - الجزء 1

  الحُوَّارَى، والحَوَارِيُّونَ أنصار عيسى ، قيل:

  كانوا قصّارين⁣(⁣١)، وقيل: كانوا صيّادين، وقال بعض العلماء: إنّما سمّوا حواريّين لأنهم كانوا يطهّرون نفوس النّاس بإفادتهم الدّين والعلم المشار إليه بقوله تعالى: {إِنَّما يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}⁣[الأحزاب: ٣٣]، قال: وإنّما قيل: كانوا قصّارين على التّمثيل والتشبيه، وتصوّر منه من لم يتخصّص بمعرفته الحقائق المهنة المتداولة بين العامّة، قال: وإنّما كانوا صيّادين لاصطيادهم نفوس النّاس من الحيرة، وقودهم إلى الحقّ، قال : «الزّبير ابن عمّتي وحواريّ»⁣(⁣٢) وقوله : «لكلّ نبيّ حَوَارِيٌّ وحواريّ الزّبير»⁣(⁣٣) فتشبيه بهم في النّصرة حيث قال: {مَنْ أَنْصارِي إِلَى الله قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ الله}⁣[الصف: ١٤].

حاج

  الحَاجَة إلى الشيء: الفقر إليه مع محبّته، وجمعها: حَاجٌ وحاجات وحوائج، وحَاجَ يَحُوجُ: احتاج، قال تعالى: {إِلَّا حاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضاها}⁣[يوسف: ٦٨]، وقال: {حاجَةً مِمَّا أُوتُوا}⁣[الحشر: ٩]، والحَوْجَاء:

  الحاجة⁣(⁣٤)، وقيل: الحاج ضرب من الشّوك.

حير

  يقال: حَارَ يَحَارُ حَيْرَة، فهو حَائِر وحَيْرَان، وتَحَيَّرَ واسْتَحَارَ: إذا تبلَّد في الأمر وتردّد فيه، قال تعالى: {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْه الشَّياطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرانَ}⁣[الأنعام: ٧١]، والحائر:

  الموضع الذي يتحيّر به الماء، قال الشاعر:

  ١٢٦ - واستحار شبابها⁣(⁣٥)

  وهو أن يمتلئ حتى يرى في ذاته حيرة، والحيرة: موضع، قيل سمّي بذلك لاجتماع ماء كان فيه.

حيز

  قال اللَّه تعالى: {أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ}⁣[الأنفال: ١٦]، أي: صائرا إلى حيّز وأصله من الواو،


(١) انظر غريب القرآن لليزيدي ص ١٠٦.

(٢) الحديث عن جابر عن النبي قال: «الزبير ابن عمّتي وحواريّي من أمتي» أخرجه أحمد في المسند ٣/ ٣١٤، وانظر الفتح الكبير ٢/ ١٤٥، والرياض النضرة ٤/ ٢٧٥.

(٣) الحديث أخرجه البخاري في الجهاد ٦/ ٥٣، وفضل أصحاب النبي ٧/ ٨٠، ومسلم في فضائل الصحابة برقم ٢٤١٥، وأحمد في المسند ٣/ ٣٠٧، وابن ماجة برقم ٤١٢٢.

(٤) قال الزمخشري: يقال: ليس له عندي حوجاء ولا لوجاء.

(٥) البيت تمامه:

ثلاثة أحوال فلمّا تجرّمت ... علينا بهون واستحار شبابها

وهو لأبي ذؤيب الهذلي، في شرح أشعار الهذليين ١/ ٤٣، وأساس البلاغة ص ١٠١، وشطره في المجمل ١/ ٢٥٩.