مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

خرج

صفحة 278 - الجزء 1

  الأذن، تصوّرا أنه قد خرب أذنه، ويقال: رجل أَخْرَب، وامرأة خَرْبَاء، نحو: أقطع وقطعاء، ثمّ شبّه به الخرق في أذن المزادة، فقيل: خَرِبَة المزادة، واستعارة ذلك كاستعارة الأذن له، وجعل الخارب مختصّا بسارق الإبل، والخَرْب⁣(⁣١):

  ذكر الحبارى، وجمعه خِرْبَان، قال الشاعر:

  ١٣٧ - أبصر خربان فضاء فانكدر⁣(⁣٢)

خرج

  خَرَجَ خُرُوجاً: برز من مقرّه أو حاله، سواء كان مقرّه دارا، أو بلدا، أو ثوبا، وسواء كان حاله حالة في نفسه، أو في أسبابه الخارجة، قال تعالى: {فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ}⁣[القصص: ٢١]، وقال تعالى: {فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها فَاخْرُجْ}⁣[الأعراف: ١٣]، وقال: {وما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها}⁣[فصلت: ٤٧](⁣٣)، {فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ}⁣[غافر: ١١]، {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها}⁣[المائدة: ٣٧]، والإِخْرَاجُ أكثر ما يقال في الأعيان، نحو: {أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ}⁣[المؤمنون: ٣٥]، وقال ø: {كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ}⁣[الأنفال: ٥]، {ونُخْرِجُ لَه يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً}⁣[الإسراء: ١٣]، وقال تعالى: {أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ}⁣[الأنعام: ٩٣]، وقال: {أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ}⁣[النمل: ٥٦]، ويقال في التّكوين الذي هو من فعل اللَّه تعالى: {والله أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ}⁣[النحل: ٧٨]، {فَأَخْرَجْنا بِه أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى}⁣[طه: ٥٣]، وقال تعالى: {يُخْرِجُ بِه زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُه}⁣[الزمر: ٢١]، والتَّخْرِيجُ أكثر ما يقال في العلوم والصّناعات، وقيل لما يخرج من الأرض ومن وكر الحيوان ونحو ذلك: خَرْج وخَرَاج، قال اللَّه تعالى: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ}⁣[المؤمنون: ٧٢]، فإضافته إلى اللَّه تعالى تنبيه أنه هو الذي ألزمه وأوجبه، والخرج أعمّ من الخراج، وجعل الخرج بإزاء الدّخل، وقال تعالى: {فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً}⁣[الكهف: ٩٤]، والخراج مختصّ في الغالب بالضّريبة على الأرض، وقيل: العبد يؤدّي خرجه، أي: غلَّته، والرّعيّة تؤدّي إلى الأمير الخراج، والخَرْج أيضا من السحاب، وجمعه خُرُوج، وقيل: «الخراج بالضّمان»⁣(⁣٤)،


(١) انظر: المجمل ٢/ ٢٨٥، وحياة الحيوان ١/ ٤١٢.

(٢) الشطر للعجاج، وهو في ديوانه ص ١٧، ومجاز القرآن ٢/ ٢٨٧.

(٣) وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب وشعبة عن عاصم بالإفراد ثمرة، وقرأ الباقون {ثَمَراتٍ} بالجمع. انظر: الإتحاف ص ٣٨٢.

(٤) الحديث رواه أحمد ٦/ ٤٨ وأبو داود في البيوع برقم (٣٠٥٨) والترمذي برقم (١٢٥٨) وحسنه عن عائشة مرفوعا،.

والنسائي ٧/ ٢٥٤، وابن ماجة (٢٢٤٢)، والحاكم ٢/ ١٥. انظر: كشف الخفاء ١/ ٣٧٦، والتلخيص الحبير ٣/ ٢٢.