مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

خشع

صفحة 283 - الجزء 1

  السيف: إذا صقلته بالخشب الذي هو المصقل، وسيف خَشِيب قريب العهد بالصّقل، وجمل خَشِيب أي: جديد لم يُرَضْ، تشبيها بالسّيف الخشيب، وتَخَشَّبَتِ الإبل: أكلت الخشب، وجبهة خَشْبَاء: يابسة كالخشب، ويعبّر بها عمّن لا يستحي، وذلك كما يشبّه بالصّخر في نحو قول الشاعر:

  ١٣٩ - والصّخر هشّ عند وجهك في الصّلابة⁣(⁣١)

  والمَخْشُوب: المخلوط به الخشب، وذلك عبارة عن الشيء الرّديء.

خشع

  الخُشُوع: الضّراعة، وأكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد على الجوارح. والضّراعة أكثر ما تستعمل فيما يوجد في القلب ولذلك قيل فيما روي: روي: «إذا ضرع القلب خَشِعَتِ الجوارح»⁣(⁣٢). قال تعالى: {ويَزِيدُهُمْ خُشُوعاً}⁣[الإسراء: ١٠٩]، وقال: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ}⁣[المؤمنون: ٢]، {وكانُوا لَنا خاشِعِينَ}⁣[الأنبياء: ٩٠]، {وخَشَعَتِ الأَصْواتُ}⁣[طه: ١٠٨]، {خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ}⁣[القلم: ٤٣]، {أَبْصارُها خاشِعَةٌ}⁣[النازعات: ٩]، كناية عنها وتنبيها على تزعزعها كقوله: {إِذا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا}⁣[الواقعة: ٤]، و {إِذا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزالَها}⁣[الزلزلة: ١]، {يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً وتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً}⁣[الطور: ٩ - ١٠].

خشي

  الخَشْيَة: خوف يشوبه تعظيم، وأكثر ما يكون ذلك عن علم بما يخشى منه، ولذلك خصّ العلماء بها في قوله: {إِنَّما يَخْشَى الله مِنْ عِبادِه الْعُلَماءُ}⁣[فاطر: ٢٨]، وقال: {وأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى وهُوَ يَخْشى}⁣[عبس: ٨ - ٩]، {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ}⁣[ق: ٣٣]، {فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما}⁣[الكهف: ٨٠]، {فَلا تَخْشَوْهُمْ واخْشَوْنِي}⁣[البقرة: ١٥٠]، {يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ الله أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً}⁣[النساء: ٧٧]، وقال: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ الله ويَخْشَوْنَه ولا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا الله}⁣[الأحزاب: ٣٩]، {ولْيَخْشَ الَّذِينَ ... الآية}⁣[النساء: ٩]، أي:

  ليستشعروا خوفا من معرّته، وقال تعالى:


(١) البيت لمنصور بن ماذان، وهو في محاضرات الراغب ١/ ٢٨٥. وفيها (الوقاحة) بدل (الصلابة).

(٢) الحديث عن أبي هريرة عن رسول اللَّه أنه رأى رجلا يعبث بلحيته في صلاته، فقال: «لو خشع قلبه لخشعت جوارحه» أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ١/ ٣١٧، قال العراقي: بسند ضعيف. والمعروف أنه من قول سعيد بن المسيب، رواه ابن أبي شيبة في المصنف وفيه رجل لم يسمّ. وروى محمد بن نصر في كتاب الصلاة من رواية عثمان بن أبي دهرس مرسلا: لا يقبل اللَّه من عبده عملا حتى يشهد قلبه مع بدنه. ورواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث أبيّ بن كعب، وإسناده ضعيف. راجع: تخريج أحاديث الإحياء ١/ ٣٣٩.