مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

خص

صفحة 284 - الجزء 1

  {ولا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ}⁣[الإسراء: ٣١]، أي: لا تقتلوهم معتقدين مخافة أن يلحقهم إملاق، {لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ}⁣[النساء: ٢٥]، أي:

  لمن خاف خوفا اقتضاه معرفته بذلك من نفسه.

خص

  التّخصيص والاختصاص والخصوصيّة والتّخصّص: تفرّد بعض الشيء بما لا يشاركه فيه الجملة، وذلك خلاف العموم، والتّعمّم، والتّعميم، وخُصَّان⁣(⁣١) الرّجل: من يختصّه بضرب من الكرامة، والْخاصَّةُ: ضدّ العامّة، قال تعالى: {واتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}⁣[الأنفال: ٢٥]، أي: بل تعمّكم، وقد خَصَّه بكذا يخصّه، واختصّه يختصّه، قال: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِه مَنْ يَشاءُ}⁣[آل عمران: ٧٤]، وخُصَاصُ البيت: فرجة، وعبّر عن الفقر الذي لم يسدّ بالخصاصة، كما عبّر عنه بالخلَّة، قال: {ويُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ ولَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ}⁣[الحشر: ٩]، وإن شئت قلت من الخصاص، والخُصُّ: بيت من قصب أو شجر، وذلك لما يرى فيه من الخصاصة.

خصف

  قال تعالى: {وطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما}⁣[الأعراف: ٢٢]، أي: يجعلان عليهما خَصَفَةً، وهي أوراق، ومنه قيل لجلَّة التّمر: خَصَفَة⁣(⁣٢)، وللثّياب الغليظة، جمعه خَصَفٌ⁣(⁣٣)، ولما يطرق به الخفّ: خَصَفَة، وخَصَفْتُ النّعل بالمِخْصَف.

  وروي: (كان النبيّ يخصف نعله)⁣(⁣٤)، وخَصَفْتُ الخصفة: نسجتها، والأخصف والخصيف قيل: الأبرق من الطَّعام، وهو لونان من الطَّعام، وحقيقته: ما جعل من اللَّبن ونحوه في خصفة فيتلوّن بلونها.

خصم

  الخَصْمُ مصدر خَصَمْتُه، أي: نازعته خَصْماً، يقال: خاصمته وخَصَمْتُه مُخَاصَمَةً وخِصَاماً، قال تعالى: {وهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ}⁣[البقرة: ٢٠٤]، {وهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ}⁣[الزخرف: ١٨]، ثم سمّي المُخَاصِم خصما، واستعمل للواحد والجمع، وربّما ثنّي، وأصل المُخَاصَمَة: أن يتعلَّق كلّ واحد بخصم الآخر، أي جانبه وأن يجذب كلّ واحد خصم الجوالق


(١) والخصّان والخصّان كالخاصة، ومنه قولهم: إنما يفعل هذا خصّان الناس، أي: خواصّ منهم. انظر: اللسان (خصص).

(٢) انظر: المجمل ٢/ ٢٩٠.

(٣) جمعه: خصف وخصاف، انظر: اللسان (خصف).

(٤) الحديث عن عائشة أنها سئلت ما كان رسول اللَّه يعمل في بيته؟ قالت: كان يخيط ثوبه ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم. أخرجه أحمد في المسند ٦/ ١٢١، وفي الزهد ص ٩.