مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

خضد

صفحة 285 - الجزء 1

  من جانب، وروي: (نسيته في خصم فراشي)⁣(⁣١) والجمع خُصُوم وأخصام، وقوله: {خَصْمانِ اخْتَصَمُوا}⁣[الحج: ١٩]، أي: فريقان، ولذلك قال: {اخْتَصَمُوا} وقال: {لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ}⁣[ق: ٢٨]، وقال: {وهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ}⁣[الشعراء: ٩٦]، والخَصِيمُ:

  الكثير المخاصمة، قال: {هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ}⁣[النحل: ٤]، والخَصِمُ: المختصّ بالخصومة، قال: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ}⁣[الزخرف: ٥٨].

خضد

  قال اللَّه: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ}⁣[الواقعة: ٢٨]، أي: مكسور الشّوك، يقال: خَضَدْتُه فانخضد، فهو مخضود وخضيد، والخَضْدُ:

  المخضود، كالنّقض في المنقوض، ومنه استعير: خَضَدَ عُنُقَ البعير، أي: كسر.

خضر

  قال تعالى: {فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً}⁣[الحج: ٦٣]، {ويَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ}⁣[الكهف: ٣١]، فَخُضْرٌ جمع أخضر، والخُضْرَة: أحد الألوان بين البياض والسّواد، وهو إلى السّواد أقرب، ولهذا سمّي الأسود أخضر، والأخضر أسود قال الشاعر:

  ١٤٠ - قد أعسف النازح المجهول معسفه ... في ظلّ أخضر يدعو هامه البوم⁣(⁣٢)

  وقيل: سواد العراق للموضع الذي يكثر فيه الخضرة، وسمّيت الخضرة بالدّهمة في قوله سبحانه: {مُدْهامَّتانِ}⁣[الرحمن: ٦٤]، أي:

  خضراوان، وقوله #: «إيّاكم وخَضْرَاء الدّمن»⁣(⁣٣) فقد فسّره # حيث قال:

  «المرأة الحسناء في منبت السّوء»، والمخاضرة:

  المبايعة على الخَضْرِ والثمار قبل بلوغها، والخضيرة: نخلة ينتثر بسرها أخضر.

خضع

  قال اللَّه: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ}⁣[الأحزاب: ٣٢]،


(١) الحديث: قالت له أمّ سلمة: أراك ساهم الوجه، أمن علَّة؟ قال: «لا، ولكنّ السبعة الدنانير التي أتينا بها أمس نسيتها في خصم الفراش، فبتّ ولم أقسمها». أخرجه ابن قتيبة في غريب الحديث ١/ ٣٢٩، وفيه عبد الملك بن عمير وهو ثقة إلَّا أنه تغيّر حفظه، وربما دلَّس.

راجع: اللسان (خصم)، والنهاية ٢/ ٣٨.

(٢) البيت لذي الرّمة، من قصيدة له مطلعها البيت الشهير:

أعن ترسمت من خرقاء منزلة ... ماء الصّبابة من عينيك مسجوم

وهو في ديوانه ص ٦٥٦، واللسان (عسف). أعسف: أسير على غير هداية.

(٣) الحديث عن أبي سعيد يرفعه: «إياكم وخضراء الدّمن»، قيل: وما ذا يا رسول اللَّه؟ قال: «المرأة الحسناء في المنبت السوء». أخرجه الدارقطني في الأفراد، والرامهرمزي والعسكري في الأمثال، وابن عدي في الكامل والقضاعي في مسند الشهاب، والخطيب في إيضاح الملتبس، والديلمي. وقال الدارقطني: لا يصح من وجه. انظر: المقاصد الحسنة ص ١٣٥، وكشف الخفاء ١/ ٢٧٢.