مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

خنس

صفحة 300 - الجزء 1

  مرادان بالآية، فقد روي «أنّ قوما مسخوا خلقة»⁣(⁣١)، وكذا أيضا في الناس قوم إذا اعتبرت أخلاقهم وجدوا كالقردة والخنازير، وإن كانت صورهم صور الناس.

خنس

  قوله تعالى: {مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ}⁣[الناس: ٤]، أي: الشيطان الذي يَخْنُسُ، أي:

  ينقبض إذا ذكر اللَّه تعالى، وقوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ}⁣[التكوير: ١٥]، أي: بالكواكب التي تخنس بالنهار، وقيل: الخنّس هي زحل والمشتري والمرّيخ لأنها تخنس في مجراها⁣(⁣٢)، أي: ترجع، وأَخْنَسْتُ عنه حَقَّه: أخّرته.

خنق

  قوله تعالى: {والْمُنْخَنِقَةُ}⁣[المائدة: ٣]، أي: التي خُنِقَتْ حتى ماتت، والمِخْنَقَة: القلادة.

خاب

  الخَيْبَة: فوت الطلب، قال: {وخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ}⁣[إبراهيم: ١٥]، {وقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى}⁣[طه: ٦١]، {وقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها}⁣[الشمس: ١٠].

خير

  الخَيْرُ: ما يرغب فيه الكلّ، كالعقل مثلا، والعدل، والفضل، والشيء النافع، وضدّه:

  الشرّ. قيل: والخير ضربان: خير مطلق، وهو أن يكون مرغوبا فيه بكلّ حال، وعند كلّ أحد كما وصف # به الجنة فقال: «لا خير بخير بعده النار، ولا شرّ بشرّ بعده الجنة»⁣(⁣٣). وخير وشرّ مقيّدان، وهو أن يكون خيرا لواحد شرّا لآخر، كالمال الذي ربما يكون خيرا لزيد وشرّا لعمرو، ولذلك وصفه اللَّه تعالى بالأمرين فقال في موضع: {إِنْ تَرَكَ خَيْراً}⁣[البقرة: ١٨٠]، وقال في موضع آخر: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِه مِنْ مالٍ وبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ}⁣[المؤمنون: ٥٥ - ٥٦]، وقوله تعالى: {إِنْ تَرَكَ خَيْراً}⁣[البقرة: ١٨٠]، أي: مالا. وقال بعض العلماء: لا يقال للمال خير حتى يكون كثيرا، ومن مكان طيّب، كما روي أنّ عليّا ¥ دخل على مولى له فقال: ألا أوصي يا أمير المؤمنين؟ قال: لا، لأنّ اللَّه تعالى قال: {إِنْ تَرَكَ خَيْراً}⁣[البقرة: ١٨٠]، وليس لك مال


(١) وذلك ما أخرجه الطيالسي ص ٣٩ وأحمد ١/ ٣٩٥ عن ابن مسعود قال: سألنا رسول اللَّه عن القردة والخنازير، أهي من نسل اليهود؟ فقال: «لا، إنّ اللَّه لم يلعن قوما قط فمسخهم فكان لهم نسل، ولكن هذا خلق، فلما غضب اللَّه على اليهود فمسخهم جعلهم مثلهم» انظر: الدر المنثور ٣/ ١٠٩، وفيه مجهول.

(٢) راجع هذه الأقوال في الدر المنثور ٨/ ٤٣١.

(٣) لم أجده، وبمعناه قال الشاعر:

تفنى اللذاذة ممّن نال شهوتها ... من الحرام ويبقى الإثم والعار

تبقى عواقب سوء من مغبّتها ... لا خير في لذّة من بعدها النّار