مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

دب

صفحة 306 - الجزء 1

كتاب الدّال

دب

  الدَّبُّ والدَّبِيبُ: مشي خفيف، ويستعمل ذلك في الحيوان، وفي الحشرات أكثر، ويستعمل في الشّراب والبلى⁣(⁣١)، ونحو ذلك مما لا تدرك حركته الحاسّة، ويستعمل في كلّ حيوان وإن اختصّت في التّعارف بالفرس، قال تعالى: {والله خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ الآية}⁣[النور: ٤٥]، وقال: {وبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ}⁣[البقرة: ١٦٤]، {وما مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى الله رِزْقُها}⁣[هود: ٦]، وقال تعالى: {وما مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ ولا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْه}⁣[الأنعام: ٣٨]، وقوله تعالى: {ولَوْ يُؤاخِذُ الله النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ}⁣[فاطر: ٤٥]، قال أبو عبيدة: عنى الإنسان خاصّة⁣(⁣٢)، والأولى إجراؤها على العموم. وقوله: {وإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ}⁣[النمل: ٨٢]، فقد قيل: إنها حيوان بخلاف ما نعرفه يختصّ خروجها بحين القيامة، وقيل: عنى بها الأشرار الذين هم في الجهل بمنزلة الدوابّ، فتكون الدابة جمعا لكلّ شيء يَدِبُّ، نحو: خائنة جمع خائن، وقوله: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ الله}⁣[الأنفال: ٢٢]، فإنّها عامّ في جميع الحيوانات، ويقال: ناقة دَبُوب: تدبّ في مشيها لبطئها، وما بالدار دُبِّيٌّ، أي: من يدبّ، وأرض مَدْبُوبَة:

  كثيرة ذوات الدّبيب فيها.

دبر

  دُبُرُ الشّيء: خلاف القُبُل⁣(⁣٣)، وكنّي بهما عن، العضوين المخصوصين، ويقال: دُبْرٌ ودُبُرٌ، وجمعه أَدْبَار، قال تعالى: {ومَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ


(١) يقال: دبّ البلى في الثوب، أي: سرى.

(٢) وعبارة أبي عبيدة: ومجاز دابة هاهنا إنسان. انظر: مجاز القرآن ٢/ ١٥٦.

(٣) أكثر هذا الباب منقول من المجمل ٢/ ٣٤٤.