مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

دخر

صفحة 309 - الجزء 1

دخر

  قال تعالى: {وهُمْ داخِرُونَ}⁣[النحل: ٤٨]، أي: أذلَّاء، يقال: أدخرته فَدَخَرَ، أي:

  أذللته فذلّ، وعلى ذلك قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ}⁣[غافر: ٦٠]، وقوله: يَدَّخِرُ أصله:

  يذتخر، وليس من هذا الباب.

دخل

  الدّخول: نقيض الخروج، ويستعمل ذلك في المكان، والزمان، والأعمال، يقال: دخل مكان كذا، قال تعالى: {ادْخُلُوا هذِه الْقَرْيَةَ}⁣[البقرة: ٥٨]، {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}⁣[النحل: ٣٢]، {ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها}⁣[الزمر: ٧٢]، {ويُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ}⁣[المجادلة: ٢٢]، وقال: {يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِه}⁣[الإنسان: ٣١]، {وقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ}⁣[الإسراء: ٨٠]، فمدخل من دخل يدخل، ومدخل من أدخل، {لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَه}⁣[الحج: ٥٩]، وقوله: {مُدْخَلًا كَرِيماً}⁣[النساء: ٣١]، قرئ بالوجهين⁣(⁣١)، وقال أبو عليّ الفسويّ⁣(⁣٢): من قرأ: «مدخلا» بالفتح فكأنه إشارة إلى أنهم يقصدونه، ولم يكونوا كمن ذكرهم في قوله: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ}⁣[الفرقان: ٣٤]، وقوله: {إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ والسَّلاسِلُ}⁣[غافر: ٧١]، ومن قرأ «مدخلا» فكقوله: {لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَه}⁣[الحج: ٥٩]، وادَّخَلَ: اجتهد في دخوله، قال تعالى: {لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلًا}⁣[التوبة: ٥٧]، والدَّخَلُ: كناية عن الفساد والعداوة المستبطنة، كالدّغل، وعن الدّعوة في النّسب، يقال: دَخِلَ دَخَلًا⁣(⁣٣)، قال تعالى: {تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ}⁣[النحل: ٩٢]، فيقال:

  دُخِلَ⁣(⁣٤) فلان فهو مدخول، كناية عن بله في عقله، وفساد في أصله، ومنه قيل: شجرة مدخولة. والدِّخَالُ في الإبل: أن يدخل إبل في أثناء ما لم تشرب لتشرب معها ثانيا. والدَّخَلَ طائر، سمّي بذلك لدخوله فيما بين الأشجار الملتفّة، والدَّوْخَلَّة⁣(⁣٥): معروفة، ودَخَلَ بامرأته:

  كناية عن الإفضاء إليها، قال تعالى: {مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ}⁣[النساء: ٢٣].


(١) قرأ نافع وأبو جعفر بفتح الميم، والباقون بضمها. انظر: الإتحاف ص ١٨٩.

(٢) في كتابه الحجة للقراء السبعة ٣/ ١٥٤.

(٣) قال في الأفعال ٣/ ٣٢٧: ودخل أمره يدخل دخلا: فسد.

(٤) انظر: الأفعال ٣/ ٣٢٧.

(٥) قال ابن منظور: الدّوخلة: سفيفة من خوص، كالزنبيل والقوصرة يترك فيها الرطب.