مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

دول

صفحة 322 - الجزء 1

  بالقين⁣(⁣١)، قال : «مثل الجليس الصّالح كمثل الدّاريّ»⁣(⁣٢) ويقال للازم الدّار: داريّ.

  وقوله تعالى: {ويَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ}⁣[التوبة: ٩٨]، أي: يحيط بهم السّوء إحاطة الدّائرة بمن فيها، فلا سبيل لهم إلى الانفكاك منه بوجه. وقوله تعالى: {إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ}⁣[البقرة: ٢٨٢]، أي: تتداولونها وتتعاطونها من غير تأجيل.

دول

  الدَّوْلَة والدُّولَة واحدة، وقيل: الدُّولَة في المال، والدَّوْلَة في الحرب والجاه. وقيل:

  الدُّولَة اسم الشيء الذي يتداول بعينه، والدَّوْلَة المصدر. قال تعالى: {كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِياءِ مِنْكُمْ}⁣[الحشر: ٧]، وتداول القوم كذا، أي: تناولوه من حيث الدّولة، وداول اللَّه كذا بينهم. قال تعالى: {وتِلْكَ الأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ}⁣[آل عمران: ١٤٠]، والدّؤلول:

  الدّاهية والجمع الدّآليل والدّؤلات⁣(⁣٣).

دوم

  أصل الدّوام السكون، يقال: دام الماء، أي: سكن، «ونهي أن يبول الإنسان في الماء الدائم»⁣(⁣٤). وأَدَمْتُ القدر ودوّمتها: سكَّنت غليانها بالماء، ومنه: دَامَ الشيءُ: إذا امتدّ عليه الزمان، قال تعالى: {وكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ}⁣[المائدة: ١١٧]، {إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْه قائِماً}⁣[آل عمران: ٧٥]، {لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها}⁣[المائدة: ٢٤]، ويقال:

  دُمْتَ تَدَامُ، وقيل: دِمْتَ تدوم، نحو: متّ تموت⁣(⁣٥)، ودوّمت الشمس في كبد السّماء، قال الشاعر:

  ١٦٤ - والشمس حيرى لها في الجوّ تدويم⁣(⁣٦)

  ودَوَّمَ الطَّير في الهواء: حلَّق، واستدمت


(١) في اللسان: الهالكيّ: الحداد، قال ابن الكلبي: أول من عمل الحديد من العرب الهالك بن عمرو بن أسد بن خزيمة، وكان حدّادا، نسب إليه الحديد، فقيل: الهالكي، ولذلك قيل لبني أسد: القيون. انظر: اللسان (هلك).

(٢) انظر: النهاية ٢/ ١٤٠، والفائق ١/ ٤٤٣، وأخرجه أحمد ٤/ ٤٠٤ بلفظ: كمثل العطار.

(٣) انظر: المجمل ٢/ ٣٤٠.

(٤) الحديث: «نهى أن يبال في الماء الراكد» أخرجه مسلم والنسائي وأبو داود.

انظر: الفتح الكبير ٣/ ٢٦٦، وسنن أبي داود برقم ٦٩.

وعند النسائي والبخاري عن أبي هريرة عن رسول اللَّه قال: «لا يبولنّ أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه».

انظر: فتح الباري ١/ ٣٤٦، سنن النسائي بشرح السندي ١/ ٤٩، وهذه الرواية هي التي تتناسب مع المادة المذكورة.

(٥) قال الفارسي في الحجة ٣/ ٢٦: وهما شاذان.

(٦) هذا عجز بيت، وشطره:

معروريا رمض الرّضراض يركضه

وهو لذي الرمّة في ديوانه ص ٦٦٠، وأساس البلاغة ص ١٣٩، والمجمل ٢/ ٣٤٠.

اعرورى الرمض: ركبه، والرمض: حرّ الشمس على الحجارة، الرضراض: الحصى الصغار.