مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ذهل

صفحة 332 - الجزء 1

  مُذَهَّبٌ: جعل عليه الذّهب، وكميت مُذْهَبٌ:

  علت حمرته صفرة، كأنّ عليها ذهبا، والذَّهَابُ:

  المضيّ، يقال: ذَهَبَ بالشيء وأَذْهَبَه، ويستعمل ذلك في الأعيان والمعاني، قال اللَّه تعالى: {وقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي}⁣[الصافات: ٩٩]، {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ}⁣[هود: ٧٤]، {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ}⁣[فاطر: ٨]، كناية عن الموت، وقال: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ ويَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ}⁣[إبراهيم: ١٩]، وقال: {وقالُوا الْحَمْدُ لِلَّه الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ}⁣[فاطر: ٣٤]، وقال: {إِنَّما يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}⁣[الأحزاب: ٣٣]، وقوله تعالى: {ولا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ}⁣[النساء: ١٩]، أي:

  لتفوزوا بشيء من المهر، أو غير ذلك مما أعطيتموهنّ وقوله: {ولا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}⁣[الأنفال: ٤٦]، وقال: {ذَهَبَ الله بِنُورِهِمْ}⁣[البقرة: ١٧]، {ولَوْ شاءَ الله لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ}⁣[البقرة: ٢٠]، {لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي}⁣[هود: ١٠].

ذهل

  قال تعالى: {يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ}⁣[الحج: ٢]، الذّهول: شغل يورث حزنا ونسيانا، يقال: ذَهَلَ عن كذا وأَذْهَلَه كذا.

ذوق

  الذّوق: وجود الطعم بالفم، وأصله فيما يقلّ تناوله دون ما يكثر، فإنّ ما يكثر منه يقال له:

  الأكل، واختير في القرآن لفظ الذّوق في العذاب، لأنّ ذلك - وإن كان في التّعارف للقليل - فهو مستصلح للكثير، فخصّه بالذّكر ليعمّ الأمرين، وكثر استعماله في العذاب، نحو: {لِيَذُوقُوا الْعَذابَ}⁣[النساء: ٥٦]، {وقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ}⁣[السجدة: ٢٠]، {فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ}⁣[الأنفال: ٣٥]، {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}⁣[الدخان: ٤٩]، {إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الأَلِيمِ}⁣[الصافات: ٣٨]، {ذلِكُمْ فَذُوقُوه}⁣[الأنفال: ١٤]، {ولَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الأَكْبَرِ}⁣[السجدة: ٢١]، وقد جاء في الرّحمة نحو: {ولَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً}⁣[هود: ٩]، {ولَئِنْ أَذَقْناه نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْه}⁣[هود: ١٠]، ويعبّر به عن الاختبار، فيقال: أَذَقْتُه كذا فذاق، ويقال: فلان ذاق كذا، وأنا أكلته⁣(⁣١)، أي: خبرته فوق ما خبر، وقوله: {فَأَذاقَهَا الله لِباسَ الْجُوعِ والْخَوْفِ}⁣[النحل: ١١٢]، فاستعمال الذّوق مع اللَّباس


(١) قال الزمخشري: ومن المجاز: ذقت النّاس وأكلتهم، ووزنتهم وكلتهم، فما استطبت طعومهم، ولا استرجحت حلومهم. انظر: الأساس ص ١٤٧ مادة: ذوق.