رجا
  والشّيطان الرَّجِيمُ: المطرود عن الخيرات، وعن منازل الملإ الأعلى. قال تعالى: {فَاسْتَعِذْ بِالله مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ}[النحل: ٩٨]، وقال تعالى: {فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ}[الحجر: ٣٤]، وقال في الشّهب: {رُجُوماً لِلشَّياطِينِ}[الملك: ٥]، والرَّجْمَةُ والرُّجْمَةُ: أحجار القبر، ثم يعبّر بها عن القبر وجمعها رِجَامٌ ورُجَمٌ، وقد رَجَمْتُ القبر: وضعت عليه رِجَاماً. وفي الحديث (لا تَرْجُمُوا قبري)(١)، والْمُرَاجَمَةُ: المسابّة الشّديدة، استعارة كالمقاذفة. والتَّرْجُمَانُ تفعلان من ذلك.
رجا
  رَجَا البئرِ والسماءِ وغيرِهِمَا: جانبها، والجمع أَرْجَاءٌ، قال تعالى: {والْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها}[الحاقة: ١٧]، والرَّجَاءُ ظنّ يقتضي حصول ما فيه مسرّة، وقوله تعالى: {ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّه وَقاراً}[نوح: ١٣]، قيل: ما لكم لا تخافون(٢)، وأنشد:
  ١٨٢ - إذا لسعته النّحل لم يَرْجُ لسعها ... وحالفها في بيت نوب عوامل(٣)
  ووجه ذلك أنّ الرَّجَاءَ والخوف يتلازمان، قال تعالى: {وتَرْجُونَ مِنَ الله ما لا يَرْجُونَ}[النساء: ١٠٤]، {وآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ الله}[التوبة: ١٠٦]، وأَرْجَتِ النّاقة: دنا نتاجها، وحقيقته: جعلت لصاحبها رجاء في نفسها بقرب نتاجها. والأُرْجُوَانَ: لون أحمر يفرّح تفريح الرّجاء.
رحب
  الرُّحْبُ: سعة المكان، ومنه: رَحَبَةُ المسجد، ورَحُبَتِ الدّار: اتّسعت، واستعير للواسع الجوف، فقيل: رَحْبُ البطن، ولواسع الصدر، كما استعير الضيّق لضدّه، قال تعالى: {ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِما رَحُبَتْ}[التوبة: ١١٨]، وفلان رَحِيبُ الفناء: لمن كثرت غاشيته.
  وقولهم: مَرْحَباً وأهلا، أي: وجدت مكانا رَحْباً.
  قال تعالى: {لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ}[ص: ٥٩ - ٦٠].
رحق
  قال اللَّه تعالى: {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ}[المطففين: ٢٥]، أي: خمر.
(١) قال الجوهري: المحدّثون يروونه: «لا ترجموا قبري» مخفّفا، والصحيح: «لا ترجّموا قبري» مشدّدا، أي: لا تجعلوا عليه الرّجم، وهي جمع رجمة، أي: الحجارة الضخام. انظر: النهاية ٢/ ٢٠٥. [استدراك] وهذا من كلام عبد اللَّه بن المغفّل في وصيته. انظر: غريب الحديث ٤/ ٢٨٩، والفائق ٢/ ٤٧.
(٢) انظر: مجاز القرآن ٢/ ٢٧١.
(٣) البيت لأبي ذؤيب الهذلي، وهو في ديوان الهذليين ١/ ١٤٣، ومجاز القرآن ١/ ٢٧٥، وتفسير القرطبي ٨/ ٣١١، وتفسير الطبري ١١/ ٥٦.