مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

رجا

صفحة 346 - الجزء 1

  والشّيطان الرَّجِيمُ: المطرود عن الخيرات، وعن منازل الملإ الأعلى. قال تعالى: {فَاسْتَعِذْ بِالله مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ}⁣[النحل: ٩٨]، وقال تعالى: {فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ}⁣[الحجر: ٣٤]، وقال في الشّهب: {رُجُوماً لِلشَّياطِينِ}⁣[الملك: ٥]، والرَّجْمَةُ والرُّجْمَةُ: أحجار القبر، ثم يعبّر بها عن القبر وجمعها رِجَامٌ ورُجَمٌ، وقد رَجَمْتُ القبر: وضعت عليه رِجَاماً. وفي الحديث (لا تَرْجُمُوا قبري)⁣(⁣١)، والْمُرَاجَمَةُ: المسابّة الشّديدة، استعارة كالمقاذفة. والتَّرْجُمَانُ تفعلان من ذلك.

رجا

  رَجَا البئرِ والسماءِ وغيرِهِمَا: جانبها، والجمع أَرْجَاءٌ، قال تعالى: {والْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها}⁣[الحاقة: ١٧]، والرَّجَاءُ ظنّ يقتضي حصول ما فيه مسرّة، وقوله تعالى: {ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّه وَقاراً}⁣[نوح: ١٣]، قيل: ما لكم لا تخافون⁣(⁣٢)، وأنشد:

  ١٨٢ - إذا لسعته النّحل لم يَرْجُ لسعها ... وحالفها في بيت نوب عوامل⁣(⁣٣)

  ووجه ذلك أنّ الرَّجَاءَ والخوف يتلازمان، قال تعالى: {وتَرْجُونَ مِنَ الله ما لا يَرْجُونَ}⁣[النساء: ١٠٤]، {وآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ الله}⁣[التوبة: ١٠٦]، وأَرْجَتِ النّاقة: دنا نتاجها، وحقيقته: جعلت لصاحبها رجاء في نفسها بقرب نتاجها. والأُرْجُوَانَ: لون أحمر يفرّح تفريح الرّجاء.

رحب

  الرُّحْبُ: سعة المكان، ومنه: رَحَبَةُ المسجد، ورَحُبَتِ الدّار: اتّسعت، واستعير للواسع الجوف، فقيل: رَحْبُ البطن، ولواسع الصدر، كما استعير الضيّق لضدّه، قال تعالى: {ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِما رَحُبَتْ}⁣[التوبة: ١١٨]، وفلان رَحِيبُ الفناء: لمن كثرت غاشيته.

  وقولهم: مَرْحَباً وأهلا، أي: وجدت مكانا رَحْباً.

  قال تعالى: {لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ}⁣[ص: ٥٩ - ٦٠].

رحق

  قال اللَّه تعالى: {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ}⁣[المطففين: ٢٥]، أي: خمر.


(١) قال الجوهري: المحدّثون يروونه: «لا ترجموا قبري» مخفّفا، والصحيح: «لا ترجّموا قبري» مشدّدا، أي: لا تجعلوا عليه الرّجم، وهي جمع رجمة، أي: الحجارة الضخام. انظر: النهاية ٢/ ٢٠٥. [استدراك] وهذا من كلام عبد اللَّه بن المغفّل في وصيته. انظر: غريب الحديث ٤/ ٢٨٩، والفائق ٢/ ٤٧.

(٢) انظر: مجاز القرآن ٢/ ٢٧١.

(٣) البيت لأبي ذؤيب الهذلي، وهو في ديوان الهذليين ١/ ١٤٣، ومجاز القرآن ١/ ٢٧٥، وتفسير القرطبي ٨/ ٣١١، وتفسير الطبري ١١/ ٥٦.