مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

رد

صفحة 348 - الجزء 1

  {ورَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ}⁣[الأعراف: ١٥٦]، تنبيها أنها في الدّنيا عامّة للمؤمنين والكافرين، وفي الآخرة مختصّة بالمؤمنين.

رخا

  الرُّخَاءُ: اللَّيّنة. من قولهم: شيء رِخْوٌ، وقد رَخِيَ يَرْخَى⁣(⁣١)، قال تعالى: {فَسَخَّرْنا لَه الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِه رُخاءً حَيْثُ أَصابَ}⁣[ص: ٣٦]، ومنه: أَرْخَيْتُ السّتر، وعن إِرْخَاءِ السّتر استعير:

  ١٨٣ - إِرْخَاءُ سِرْحَان⁣(⁣٢)

  وقول أبي ذؤيب:

  ١٨٤ - وهي رخو تمزع⁣(⁣٣)

  أي: رخو السّير كريح الرّخاء، وقيل: فرس مِرْخَاءٌ، أي: واسع الجري بعيد الخطو، من خيل مِرَاخٍ، وقد أَرْخَيْتُه: خلَّيته رخوا.

رد

  الرَّدُّ: صرف الشيء بذاته، أو بحالة من أحواله، يقال: رَدَدْتُه فَارْتَدَّ، قال تعالى: {ولا يُرَدُّ بَأْسُه عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}⁣[الأنعام: ١٤٧]، فمن الرّدّ بالذّات قوله تعالى: {ولَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْه}⁣[الأنعام: ٢٨]، {ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ}⁣[الإسراء: ٦]، وقال: {رُدُّوها عَلَيَّ}⁣[ص: ٣٣]، وقال: {فَرَدَدْناه إِلى أُمِّه}⁣[القصص: ١٣]، {يا لَيْتَنا نُرَدُّ ولا نُكَذِّبَ}⁣[الأنعام: ٢٧]، ومن الرّدّ إلى حالة كان عليها قوله: {يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ}⁣[آل عمران: ١٤٩]، وقوله: {وإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِه}⁣[يونس: ١٠٧]، أي: لا دافع ولا مانع له، وعلى ذلك: {عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ}⁣[هود: ٧٦]، ومن هذا الرَّدُّ إلى اللَّه تعالى، نحو قوله: {ولَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً}⁣[الكهف: ٣٦]، {ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ والشَّهادَةِ}⁣[الجمعة: ٨]، {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى الله مَوْلاهُمُ الْحَقِّ}⁣[الأنعام: ٦٢]، فالرّدّ كالرّجع في قوله: {ثُمَّ إِلَيْه تُرْجَعُونَ}⁣[البقرة: ٢٨]، ومنهم من قال: في الرَّدُّ قولان: أحدهما ردّهم إلى ما أشار إليه بقوله: {مِنْها خَلَقْناكُمْ وفِيها نُعِيدُكُمْ}⁣[طه: ٥٥]، والثاني: ردّهم إلى


(١) انظر: الأفعال ٣/ ٤٦.

(٢) وذلك جاء في شعر امرئ القيس:

له أيطلا ظبي وساقا نعامة ... وإرخاء سرحان وتقريب تتفل

وهو في ديوانه ص ١١٩، والأفعال ٣/ ٤٦، وشرح المعلقات ١/ ٣٦.

قال النحاس: وكأنّ الإرخاء عدو في سهولة.

(٣) البيت تمامه:

تعدو به خوصاء يفصم جريها ... حلق الرّحاله فهي رخو تمزع

وهو في ديوان الهذليين ٢/ ١٦، والمجمل ٢/ ٤٢٦.