مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ردم

صفحة 350 - الجزء 1

  الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ}⁣[الأنفال: ٩]، قال أبو عبيدة: مردفين: جائين بعد⁣(⁣١)، فجعل رَدِفَ وأَرْدَفَ بمعنى واحد، وأنشد:

  ١٨٥ - إذا الجوزاء أَرْدَفَتِ الثّريّا⁣(⁣٢)

  وقال غيره: معناه مردفين ملائكة أخرى، فعلى هذا يكونون ممدّين بألفين من الملائكة، وقيل:

  عنى بِالْمُرْدِفِينَ المتقدّمين للعسكر يلقون في قلوب العدى الرّعب. وقرئ {مُرْدِفِينَ}⁣(⁣٣) أي:

  أُرْدِفَ كلّ إنسان ملكا، (ومُرَدَّفِينَ)⁣(⁣٤) يعني مُرْتَدِفِينَ، فأدغم التاء في الدّال، وطرح حركة التاء على الدّال. وقد قال في سورة آل عمران: {أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وتَتَّقُوا ويَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ}. وأَرْدَفْتُه: حملته على رِدْفِ الفرس، والرِّدَافُ: مركب الرّدف، ودابّة لا تُرَادَفُ ولا تُرْدَفُ⁣(⁣٥)، وجاء واحد فأردفه آخر.

  وأَرْدَافُ الملوكِ: الذين يخلفونهم.

ردم

  الرَّدْمُ: سدّ الثّلمة بالحجر، قال تعالى: {أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وبَيْنَهُمْ رَدْماً}⁣[الكهف: ٩٥]، والرَّدْمُ: الْمَرْدُومُ، وقيل: المُرْدَمُ، قال الشاعر:

  ١٨٦ - هل غادر الشّعراء من مُتَرَدَّمٍ⁣(⁣٦)

  وأَرْدَمْتُ عليه الحمّى⁣(⁣٧)، وسحاب مُرَدَّمٌ⁣(⁣٨).

ردأ

  الرِّدْءُ: الذي يتبع غيره معينا له. قال تعالى: {فَأَرْسِلْه مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي}⁣[القصص: ٣٤]، وقد أَرْدَأَه، والرَّدِيءُ في الأصل مثله،


(١) انظر: مجاز القرآن ١/ ٢٤١.

(٢) هذا شطر بيت، وعجزه:

ظننت بآل فاطمة الظَّنونا

وهو لخزيمة بن نهد، والبيت في العباب (ردف)، واللسان (ردف)، والبصائر ٣/ ٦٣.

(٣) وبها قرأ نافع وأبو جعفر ويعقوب.

(٤) وهي قراءة شاذّة، قرأ بها الخليل عن أهل مكة. انظر: مختصر ابن خالويه ص ٤٩، وإعراب القرآن للنحاس ١/ ٦٦٧، والآية رقمها ١٢٤ من سورة آل عمران.

(٥) قال الصاغاني: يقال: هذه دابّة لا ترادف، أي: لا تحمل رديفا، وجوّز الليث: لا تردف، وقال الأزهري: لا تردف مولَّد من كلام أهل الحضر. العباب (ردف).

(٦) هذا شطر بيت، وعجزه:

أم هل عرفت الدار بعد توهّم

وهو لعنترة من مطلع معلقته، وهو في ديوانه ص ١٥، وشرح المعلقات ٢/ ٥.

(٧) أي: دامت، انظر: المجمل ٢/ ٤٢٧.

(٨) انظر: المجمل ٢/ ٤٢٧، واللسان: ردم.