مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

رعن

صفحة 358 - الجزء 1

  سمعي: جعلته راعيا لكلامه، وقيل: أَرْعِنِي سمعَك، ويقال: أَرْعِ على كذا، فيعدّى بعلى أي: أبق عليه، وحقيقته: أَرْعِه مطَّلعا عليه.

رعن

  قال تعالى: {لا تَقُولُوا راعِنا}⁣[البقرة: ١٠٤]، {وراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وطَعْناً فِي الدِّينِ}⁣[النساء: ٤٦]، كان ذلك قولا يقولونه للنبي ، على سبيل التّهكَّم، يقصدون به رميه بِالرُّعُونَة⁣(⁣١)، ويوهمون أنهم يقولون راعنا، أي:

  احفظنا، من قولهم: رَعُنَ الرّجل يَرْعُنُ رَعَناً، فهو رَعِنٌ وأَرْعَنُ، وامرأة رَعْنَاءُ، وتسميته بذلك لميل فيه تشبيها بالرّعن، أي: أنف الجبل لما فيه من الميل، قال الشاعر:

  ١٩٢ - لولا ابن عتبة عمرو والرّجاء له ... ما كانت البصرة الرَّعْنَاءُ لي وطنا⁣(⁣٢)

  فوصفها بذلك، إمّا لما فيها من الخفض بالإضافة إلى البدو تشبيها بالمرأة الرّعناء، وإمّا لما فيها من تكسّر، وتغيّر في هوائها.

رغب

  أصل الرَّغْبَةِ: السّعة في الشيء، يقال: رَغُبَ الشيء: اتّسع⁣(⁣٣)، وحوض رَغِيبٌ، وفلان رَغِيبُ الجوف، وفرس رَغِيبُ العدو. والرَّغْبَةُ والرَّغَبُ والرَّغْبَى: السّعة في الإرادة قال تعالى: {ويَدْعُونَنا رَغَباً ورَهَباً}⁣[الأنبياء: ٩٠]، فإذا قيل: رَغِبَ فيه وإليه يقتضي الحرص عليه، قال تعالى: {إِنَّا إِلَى الله راغِبُونَ}⁣[التوبة: ٥٩]، وإذا قيل: رَغِبَ عنه اقتضى صرف الرّغبة عنه والزّهد فيه، نحو قوله تعالى: {ومَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ}⁣[البقرة: ١٣٠]، {أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي}⁣[مريم: ٤٦]، والرَّغِيبَةُ: العطاء الكثير، إمّا لكونه مَرْغُوباً فيه، فتكون مشتقّة من الرّغبة، وإمّا لسعته، فتكون مشتقّة من الرّغبة بالأصل، قال الشاعر:

  ١٩٣ - يعطي الرَّغَائِبَ ... من يشاء ويمنع⁣(⁣٤)

رغد

  عيش رَغَدٌ ورَغِيدٌ: طيّب واسع، قال تعالى: {وكُلا مِنْها رَغَداً}⁣[البقرة: ٣٥]، {يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ}⁣[النحل: ١١٢]، وأَرْغَدَ القوم: حصلوا في رغد من العيش، وأَرْغَدَ ماشيتَه. فالأوّل من باب جدب


(١) انظر: الدر المنثور ١/ ٢٥٢ - ٢٥٣.

(٢) البيت ينسب للفرزدق، ولم أجده في ديوانه.

وهو في المجمل ٢/ ٣٨٣، والجمهرة ٢/ ٣٨٨، ومعجم البلدان ٢/ ٧٩٢، والبصائر ٣/ ٨٨.

(٣) قال في الأفعال: ورغب، اتّسع رأيه وخلقه. الأفعال ٣/ ٤١.

(٤) عجز بيت لعبدة بن الطبيب، وصدره: [أوصيكم بتقى الاله فإنّه] وهو في المفضليات ص ١٤٦، والحماسة البصرية ١/ ٢٨٣.