مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

رقى

صفحة 363 - الجزء 1

رقى

  رَقِيتُ في الدّرج والسّلم أَرْقَى رُقِيّاً، ارْتَقَيْتُ أيضا. قال تعالى: {فَلْيَرْتَقُوا فِي الأَسْبابِ}⁣[ص: ١٠]، وقيل: ارْقَ على ظلعك⁣(⁣١)، أي:

  اصعد وإن كنت ظالعا. ورَقَيْتُ من الرُّقْيَةِ.

  وقيل: كيف رَقْيُكَ ورُقْيَتُكَ، فالأوّل المصدر، والثاني الاسم. قال تعالى: {لَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ}⁣[الإسراء: ٩٣]، أي: لرقيتك، وقوله تعالى: {وقِيلَ مَنْ راقٍ}⁣[القيامة: ٢٧]، أي: من يَرْقِيه تنبيها أنه لا رَاقِي يَرْقِيه فيحميه، وذلك إشارة إلى نحو ما قال الشاعر:

  ١٩٧ - وإذا المنيّة أنشبت أظفارها ... ألفيت كلّ تميمة لا تنفع⁣(⁣٢)

  وقال ابن عباس: معناه من يَرْقَى بروحه، أملائكة الرّحمة أم ملائكة العذاب⁣(⁣٣)؟ والتَّرْقُوَةُ:

  مقدّم الحلق في أعلى الصّدر حيث ما يَتَرَقَّى فيه النّفس {كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ}⁣[القيامة: ٢٦].

ركب

  الرُّكُوبُ في الأصل: كون الإنسان على ظهر حيوان، وقد يستعمل في السّفينة، والرَّاكِبُ اختصّ في التّعارف بممتطي البعير، وجمعه رَكْبٌ، ورُكْبَانٌ، ورُكُوبٌ، واختصّ الرِّكَابُ بالمركوب، قال تعالى: {والْخَيْلَ والْبِغالَ والْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وزِينَةً}⁣[النحل: ٨]، {فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ}⁣[العنكبوت: ٦٥]، {والرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ}⁣[الأنفال: ٤٢]، {فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً}⁣[البقرة: ٢٣٩]، وأَرْكَبَ المُهْرُ: حان أن يركب، والْمُرَكَّبُ⁣(⁣٤) اختصّ بمن يركب فرس غيره، وبمن يضعف عن الرُّكُوبِ، أو لا يحسن أن يركب، والمُتَرَاكِبُ: ما ركب بعضه بعضا. قال تعالى: {فَأَخْرَجْنا مِنْه خَضِراً نُخْرِجُ مِنْه حَبًّا مُتَراكِباً}⁣[الأنعام: ٩٩]. والرُّكْبَةُ معروفة، ورَكِبْتُه: أصبت رُكْبَتَه، نحو: فأدته ورأسته⁣(⁣٥)، ورَكِبْتُه أيضا أصبته بِرُكْبَتِي، نحو:

  يديته وعنته، أي: أصبته بيدي وعيني، والرَّكْبُ


(١) هذا مثل، وقد تقدّم.

(٢) البيت لأبي ذؤيب الهذلي، من مفضليته التي مطلعها:

أمن المنون وريبها تتوجع ... والدّهر ليس بمعتب من يجزع

وهي من غرر القصائد.

والبيت في المفضليات ص ٤٢٢، وسمط اللآلئ ٢/ ٨٨٨.

(٣) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذكر الموت، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس. انظر: الدر المنثور ٨/ ٣٦١، وتفسير الطبري ٢٩/ ١٩٥.

(٤) في اللسان: والمركّب: الذي يستعير فرسا يغزو عليه، فيكون نصف الغنيمة له، ونصفها للمغير.

(٥) راجع: مادة (بطن).