مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

روى

صفحة 376 - الجزء 1

  من شكّ في فلج فهذا فلج ... ماء رواء وطريق نهج⁣(⁣١)

  وقوله: {هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً ورِءْياً}⁣[مريم: ٧٤]، فمن لم يهمز⁣(⁣٢) جعله من رَوِيَ، كأنه رَيَّانُ من الحسن⁣(⁣٣)، ومن همز فللَّذي يرمق من الحسن به⁣(⁣٤). وقيل: هو منه على ترك الهمز، والرِّيُّ: اسم لما يظهر منه، والرِّوَاءُ منه، وقيل: هو مقلوب من رأيت. قال أبو عليّ الفسويّ:

  المروءة هو من قولهم حسن في مرآة العين. كذا قال، وهذا⁣(⁣٥) غلط، لأنّ الميم في مرآة زائدة، ومروءة فعولة. وتقول: أنت بمرأى ومسمع، أي:

  قريب، وقيل: أنت منّي مرأى ومسمع، بطرح الباء، ومرأى: مفعل من رأيت⁣(⁣٦).

  تمّ كتاب الرّاء


(١) البيت في اللسان (روى)، دون نسبة، والجمهرة لابن دريد ١/ ١٧٧، ومجاز القرآن ١/ ١٦٨.

(٢) وهم قالون وابن ذكوان وأبو جعفر، وقراءتهم «وريّا».

(٣) راجع: تفسير القرطبي ١١/ ١٤٣، والمسائل الحلبيات ص ٥٨.

(٤) وقرأ بالهمز الباقون.

قال الجوهري: ومن همزه جعله من المنظر، من: رأيت، وهو ما رأته العين من حال حسنة وكسوة ظاهرة. وقال الفراء: الرّئي: المنظر. انظر: معاني الفراء ٢/ ١٧١، وتفسير القرطبي ١١/ ١٤٣. [استدراك]

(٥) هذا وهم من المؤلف، فإن أبا علي لم يقل ذلك، ولكن قال:

وزعم بعض رواة اللغة أنّ المروءة مأخوذة من قولهم: هو حسن في مرآة العين. وهذا من فاحش الغلط، وذلك أنّ الميم في «مرآة» زائدة، ومروءة: فعولة. أ. هـ. فتبيّن ذلك. وانظر: المسائل الحلبيات ص ٥٩.

وعنى الفارسي بقوله: بعض رواة اللغة ابن دريد فقد قال في الجمهرة: ومن همز المروءة أخذها من حسن مرآة العين. انظر: جمهرة اللغة ٣/ ٢٥٢. وكذا أبا زيد، فقال: مرء مروءة، جعل الميم فاءا.

(٦) انظر كتاب سيبويه ١/ ٢٠٧.