مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

زعق

صفحة 380 - الجزء 1

  وكذلك ازْدَرَيْتُ، وأصله: افتعلت قال: {ولا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ}⁣[هود: ٣١]، أي:

  تستقلَّهم، تقديره: تَزْدَرِيهِمْ أعينكم، أي:

  تستقلَّهم وتستهين بهم.

زعق

  الزُّعَاقُ: الماء الملح الشديد الملوحة، وطعام مَزْعُوقٌ: كثر ملحه حتى صار زُعَاقاً، وزَعَقَ به:

  أفزعه بصياحه، فَانْزَعَقَ، أي: فزع، والزَّعِقُ:

  الكثير الزّعق، أي: الصّوت، والزَّعَّاقُ: النّعّار⁣(⁣١).

زعم

  الزَّعْمُ: حكاية قول يكون مظنّة للكذب، ولهذا جاء في القرآن في كلّ موضع ذمّ القائلون به، نحو: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[التغابن: ٧]، {بَلْ زَعَمْتُمْ}⁣[الكهف: ٤٨]، {كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ}⁣[الأنعام: ٢٢]، {زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِه}⁣[الإسراء: ٥٦]، وقيل للضّمان بالقول والرّئاسة: زَعَامَةٌ، فقيل للمتكفّل والرّئيس:

  زَعِيمٌ، للاعتقاد في قوليهما أنهما مظنّة للكذب.

  قال: {وأَنَا بِه زَعِيمٌ}⁣[يوسف: ٧٢]، {أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ}⁣[القلم: ٤٠]، إمّا من الزَّعَامَةِ أي: الكفالة، أو من الزَّعْمِ بالقول.

زف

  زَفَّ الإبل يَزِفُّ زَفّاً وزَفِيفاً، وأَزَفَّهَا سائقها، وقرئ: {إِلَيْه يَزِفُّونَ}⁣[الصافات: ٩٤]، أي:

  يسرعون، و {يَزِفُّونَ}⁣(⁣٢) أي: يحملون أصحابهم على الزَّفِيفِ. وأصل الزَّفِيفِ في هبوب الرّيح، وسرعة النّعام التي تخلط الطيران بالمشي. وزَفْزَفَ النّعام: أسرع، ومنه استعير:

  زَفَّ العروس، واستعارة ما يقتضي السّرعة لا لأجل مشيتها، ولكن للذّهاب بها على خفّة من السّرور.

زفر

  قال: {لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ}⁣[الأنبياء: ١٠٠]، فَالزَّفِيرُ: تردّد النّفس حتى تنتفخ الضّلوع منه، وازْدَفَرَ فلان كذا: إذا تحمّله بمشقّة، فتردّد فيه نفسه، وقيل للإماء الحاملات للماء: زَوَافِرُ.

زقم

  {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الأَثِيمِ}⁣[الدخان: ٤٣ - ٤٤]، عبارة عن أطعمة كريهة في النار، ومنه استعير: زَقَمَ فلان وتَزَقَّمَ: إذا ابتلع شيئا كريها.

زكا

  أصل الزَّكَاةِ: النّموّ الحاصل عن بركة اللَّه تعالى، ويعتبر ذلك بالأمور الدّنيويّة والأخرويّة.

  يقال: زَكَا الزّرع يَزْكُو: إذا حصل منه نموّ وبركة.

  وقوله: {أَيُّها أَزْكى طَعاماً}⁣[الكهف: ١٩]،


(١) الزاعق: الذي يسوق ويصيح بها صياحا شديدا، وهو رجل ناعق وزعّاق ونعّار. اللسان (زعق).

(٢) وهي قراءة حمزة، من أزفّ الظليم: دخل في الزفيف، وهو الإسراع.