مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

سبخ

صفحة 394 - الجزء 1

  وقد يفتحان، نحو: كلَّوب وسمّور، والسُّبْحَةُ:

  التّسبيح، وقد يقال للخرزات التي بها يسبّح:

  سبحة.

سبخ

  قرئ: (إنّ لك في النّهار سَبْخاً)⁣(⁣١) أي:

  سعة في التّصرّف، وقد سَبَخَ اللَّه عنه الحمّى فَتَسَبَّخَ، أي: تغشّى، والسَّبِيخُ: ريش الطائر، والقطن المندوف، ونحو ذلك ممّا ليس فيه اكتناز وثقل.

سبط

  أصل السَّبْط: انبساط في سهولة، يقال: شَعْرٌ سَبْطٌ، وسَبِطٌ، وقد سَبِطَ سُبُوطاً وسَبَاطَةً وسَبَاطاً، وامرأة سَبْطَةُ الخلقة، ورجل سَبْطُ الكفّين:

  ممتدّهما، ويعبّر به عن الجود، والسِّبْطُ: ولد الولد، كأنه امتداد الفروع، قال: {ويَعْقُوبَ والأَسْباطِ}⁣[البقرة: ١٣٦]، أي: قبائل كلّ قبيلة من نسل رجل، وقال تعالى: {وقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً}⁣[الأعراف: ١٦٠]، والسَّابَاطُ: المنبسط بين دارين. وأخذت فلانا سَبَاطِ، أي: حمّى تمطَّه، والسُّبَاطَةُ خط من قمامة، وسَبَطَتِ النّاقة ولدها، أي: ألقته.

سبع

  أصل السَّبْع العدد، قال: {سَبْعَ سَماواتٍ}⁣[البقرة: ٢٩]، {سَبْعاً شِداداً}⁣[النبأ: ١٦]، يعني: السماوات السّبع و {سَبْعَ سُنْبُلاتٍ}⁣[يوسف: ٤٦]، {سَبْعَ لَيالٍ}⁣[الحاقة: ٧]، {سَبْعَةٌ وثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ}⁣[الكهف: ٢٢]، {سَبْعُونَ ذِراعاً}⁣[الحاقة: ٣٢]، {سَبْعِينَ مَرَّةً}⁣[التوبة: ٨٠]، {سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي}⁣[الحجر: ٨٧]. قيل: سورة الحمد لكونها سبع آيات، السَّبْعُ الطَّوال: من البقرة إلى الأعراف، وسمّي سور القرآن المثاني، لأنه يثنى فيها القصص، ومنه: السَّبْعُ، والسَّبِيعُ والسِّبْعُ، في الورود. والأُسْبُوعُ جمعه: أَسَابِيعُ، ويقال: طفت بالبيت أسبوعا، وأسابيع، وسَبَعْتُ القومَ: كنت سابعهم، وأخذت سبع أموالهم، والسَّبُعُ:

  معروف. وقيل: سمّي بذلك لتمام قوّته، وذلك أنّ السَّبْعَ من الأعداد التامّة، وقول الهذليّ:

  ٢٢٥ - كأنّه عبد لآل أبي ربيعة مسبع⁣(⁣٢)

  أي: قد وقع السّبع في غنمه، وقيل: معناه


(١) سورة المزمل: آية ٧، وهي قراءة شاذة، تعزى إلى ابن يعمر وعكرمة وابن أبي عبلة. انظر: البحر المحيط ٨/ ٣٦٣، وأمالي القالي ٢/ ١١٢.

(٢) البيت:

صخب الشوارب لا يزال كأنه ... عبد لآل أبي ربيعة مسبع

وهو لأبي ذؤيب الهذلي، في ديوان الهذليين ١/ ٤، والمجمل ٢/ ٤٨٤، والجمهرة ١/ ٢٨٥، وديوان الأدب ١/ ٣٤٥.