مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

سبغ

صفحة 395 - الجزء 1

  المهمل مع السّباع، ويروى (مُسْبَع) بفتح الباء، وكنّي بالمسبع عن الدّعيّ الذي لا يعرف أبوه، وسَبَعَ فلان فلانا: اغتابه، وأكل لحمه أكل السّباع، والْمَسْبَع: موضع السَّبُع.

سبغ

  درع سَابِغٌ: تامّ واسع. قال اللَّه تعالى: {أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ}⁣[سبأ: ١١]، وعنه استعير إِسْبَاغُ الوضوء، وإسباغ النّعم قال: {وأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَه ظاهِرَةً وباطِنَةً}⁣[لقمان: ٢٠].

سبق

  أصل السَّبْقِ: التّقدّم في السّير، نحو: {فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً}⁣[النازعات: ٤]، والِاسْتِبَاقُ: التَّسَابُقُ. قال: {إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ}⁣[يوسف: ١٧]، {واسْتَبَقَا الْبابَ}⁣[يوسف: ٢٥]، ثم يتجوّز به في غيره من التّقدّم، قال: {ما سَبَقُونا إِلَيْه}⁣[الأحقاف: ١١]، {سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ}⁣[طه: ١٢٩]، أي: نفدت وتقدّمت، ويستعار السَّبْقُ لإحراز الفضل والتّبريز، وعلى ذلك: {والسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ}⁣[الواقعة: ١٠]، أي: المتقدّمون إلى ثواب اللَّه وجنّته بالأعمال الصّالحة، نحو قوله: {ويُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ}⁣[آل عمران: ١١٤]، وكذا قوله: {وهُمْ لَها سابِقُونَ}⁣[المؤمنون: ٦١]، وقوله: {وما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ}⁣[الواقعة: ٦٠]، أي:

  لا يفوتوننا، وقال: {ولا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا}⁣[الأنفال: ٥٩]، وقال: {وما كانُوا سابِقِينَ}⁣[العنكبوت: ٣٩]، تنبيه أنهم لا يفوتونه.

سبل

  السَّبِيلُ: الطَّريق الذي فيه سهولة، وجمعه سُبُلٌ، قال: {وأَنْهاراً وسُبُلًا}⁣[النحل: ١٥]، {وجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا}⁣[الزخرف: ١٠]، {لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ}⁣[الزخرف: ٣٧]، يعني به طريق الحق، لأنّ اسم الجنس إذا أطلق يختصّ بما هو الحقّ، وعلى ذلك: {ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَه}⁣[عبس: ٢٠]، وقيل لسالكه سَابِلٌ، وجمعه سَابِلَةٌ، وسبيل سابل، نحو شعر شاعر، وابن السَّبِيلِ: المسافر البعيد عن منزله، نسب إلى السّبيل لممارسته إيّاه، ويستعمل السَّبِيلُ لكلّ ما يتوصّل به إلى شيء خيرا كان أو شرّا، قال: {ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ}⁣[النحل: ١٢٥]، {قُلْ هذِه سَبِيلِي}⁣[يوسف: ١٠٨]، وكلاهما واحد لكن أضاف الأوّل إلى المبلَّغ، والثاني إلى السّالك بهم، قال: {قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله}⁣[آل عمران: ١٦٩]، {إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ}⁣[غافر: ٢٩]، {ولِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}⁣[الأنعام: ٥٥]،