سدس
  وهو من اللَّه تعالى: إنزال العقوبة، قال تعالى: {ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ الله}[محمد: ٢٨]، {أَنْ سَخِطَ الله عَلَيْهِمْ}[المائدة: ٨٠]، {كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ الله}[آل عمران: ١٦٢].
سد
  السَّدُّ والسُّدُّ قيل هما واحد، وقيل: السُّدُّ: ما كان خلقة، والسَّدُّ: ما كان صنعة(١)، وأصل السَّدِّ مصدر سَدَدْتُه، قال تعالى: {بَيْنَنا وبَيْنَهُمْ سَدًّا}، [الكهف: ٩٤]، وشبّه به الموانع، نحو: {وجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا}[يس: ٩]، وقرئ سدا(٢) السُّدَّةُ: كالظُّلَّة على الباب تقية من المطر، وقد يعبّر بها عن الباب، كما قيل:
  (الفقير الذي لا يفتح له سُدَدُ السّلطان)(٣)، والسَّدَادُ والسَّدَدُ: الاستقامة، والسِّدَادُ: ما يُسَدُّ به الثّلمة والثّغر، واستعير لما يسدّ به الفقر.
سدر
  السِّدْرُ: شجر قليل الغناء عند الأكل، ولذلك قال تعالى: {وأَثْلٍ وشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ}[سبأ: ١٦]، وقد يخضد ويستظلّ به، فجعل ذلك مثلا لظلّ الجنة ونعيمها في قوله تعالى: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ}[الواقعة: ٢٨]، لكثرة غنائه في الاستظلال، وقوله تعالى: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى}[النجم: ١٦]، فإشارة إلى مكان اختصّ النّبيّ ﷺ فيه بالإفاضة الإلهية، والآلاء الجسيمة، وقد قيل: إنها الشجرة التي بويع النبيّ ﷺ تحتها(٤)، فأنزل اللَّه تعالى السّكينة فيها على المؤمنين، والسّدر: تحيّر البصر، والسَّادِرُ: المتحيّر، وسَدَرَ شَعْرَه، قيل:
  هو مقلوب عن دَسَرَ.
سدس
  السُّدُسُ: جزء من ستّة، قال تعالى: {فَلأُمِّه السُّدُسُ}[النساء: ١١]، والسِّدُسُ في الإظماء، وسِتٌّ أصله سِدْسٌ(٥)، وسَدَسْتُ القومَ: صرت سادسهم، وأخذت سُدُسَ أموالهم، وجاء سَادِساً، وسَاتّاً، وسَادِياً بمعنى، قال تعالى:
(١) انظر: البصائر ٣/ ٢٠٤، وعمدة الحفّاظ: سدّ.
(٢) وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وشعبة عن عاصم ويعقوب.
(٣) وعن أبي الدرداء أنه أتى باب معاوية فلم يأذن له، فقال: من يأت سدد السلطان يقم ويقعد. انظر: الفائق ٢/ ١٦٧، والبصائر ٣/ ٢٠٤.
(٤) وهذا من بدع التفاسير، لأن السدرة في السماء، كما صحت الأخبار بذلك، ولأنّ اللَّه تعالى قال: {عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى}.
(٥) في اللسان، قال الليث: السِّتُّ والسِّتَّةُ في الأصل: سدس وسدسة، ولكنهم أرادوا إدغام الدال في السين، فالتقيا عند مخرج التاء، فغلبت عليها، كما غلبت الحاء على العين في لغة سعد، فيقولون: كنت محهم، في معنى معهم. راجع: اللسان (ستّ)، وعمدة الحفاظ: سدس.