سرى
  {وأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ}[غافر: ٤٣]، أي:
  المتجاوزين الحدّ في أمورهم، وقال: {إِنَّ الله لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}[غافر: ٢٨]، وسمّي قوم لوط مسرفين(١)، من حيث إنهم تعدّوا في وضع البذر في الحرث المخصوص له المعنيّ بقوله: {نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ}[البقرة: ٢٢٣]، وقوله: {يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ}[الزمر: ٥٣]، فتناول الإسراف في المال، وفي غيره. وقوله في القصاص: {فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ}[الإسراء: ٣٣]، فسرفه أن يقتل غير قاتله، إمّا بالعدول عنه إلى من هو أشرف منه، أو بتجاوز قتل القاتل إلى غيره حسبما كانت الجاهلية تفعله، وقولهم: مررت بكم فَسَرِفْتُكُمْ(٢)، أي: جهلتكم، من هذا، وذاك أنه تجاوز ما لم يكن حقّه أن يتجاوز فجهل، فلذلك فسّر به، والسُّرْفَةُ: دويبّة تأكل الورق، وسمّي بذلك لتصوّر معنى الإسراف منه، يقال:
  سُرِفَتِ الشجرةُ فهي مسروفة.
سرق
  السَّرِقَةُ: أخذ ما ليس له أخذه في خفاء، وصار ذلك في الشّرع لتناول الشيء من موضع مخصوص، وقدر مخصوص، قال تعالى: {والسَّارِقُ والسَّارِقَةُ}[المائدة: ٣٨]، وقال تعالى: {قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَه مِنْ قَبْلُ}[يوسف: ٧٧]، وقال: {أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ}[يوسف: ٧٠]، {إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ}[يوسف: ٨١]، واسْتَرَقَ السّمع: إذا تسمّع مستخفيا، قال تعالى: {إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ}[الحجر: ١٨]، والسَّرَقُ والسَّرَقَةُ واحد، وهو الحرير.
سرمد
  السَّرْمَدُ: الدّائم، قال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ الله عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً}[القصص: ٧١]، وبعده: {النَّهارَ سَرْمَداً}[القصص: ٧٢].
سرى
  السُّرَى: سير اللَّيل، يقال: سَرَى وأَسْرَى.
  قال تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ}[هود: ٨١]، وقال تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِه لَيْلًا}[الإسراء: ١]، وقيل: إنّ (أسرى) ليست من لفظة سرى يسري، وإنما هي من السَّرَاةِ، وهي أرض واسعة، وأصله من الواو، ومنه قول الشاعر:
(١) قال تعالى: {ولُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِه أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} الأعراف / ٨٠ - ٨١.
(٢) حكى الأصمعيّ عن بعض الأعراب وواعده أصحاب له من المسجد مكانا، فأخلفهم، فقيل له في ذلك، فقال: مررت بكم فسرفتكم، أي: أغفلتكم. انظر الصحاح، والعباب: سرف.