سطح
  ٢٣٢ - بسرو حمير أبوال البغال به(١)
  فأسرى نحو أجبل وأتهم، وقوله تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِه}[الإسراء: ١]، أي: ذهب به في سراة من الأرض، وسَرَاةُ كلّ شيء: أعلاه، ومنه: سَرَاةُ النهار، أي: ارتفاعه، وقوله تعالى: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا}[مريم: ٢٤] أي: نهرا يسري(٢)، وقيل: بل ذلك من السّرو، أي: الرّفعة. يقال، رجل سَرْوٌ.
  قال: وأشار بذلك إلى عيسى # وما خصّه به من سروه، يقال: سَرَوْتُ الثوبَ عنّي، أي: نزعته، وسَرَوْتُ الجُلَّ عن الفرس(٣)، وقيل: ومنه: رجل سَرِيٌّ، كأنه سَرَى ثوبه بخلاف المتدثّر، والمتزمّل، والزّمّيل(٤)، وقوله: و {أَسَرُّوه بِضاعَةً}[يوسف: ١٩]، أي: خمّنوا في أنفسهم أن يحصّلوا من بيعه بضاعة، والسَّارِيَةُ يقال للقوم الذين يَسْرُونَ بالليل، وللسّحابة التي تسري، وللأسطوانة.
سطح
  السَّطْحُ: أعلى البيت. يقال: سَطَحْتُ البيت: جعلت له سطحا، وسَطَحْتُ المكان:
  جعلته في التّسوية كَسَطْحٍ، قال: {وإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}[الغاشية: ٢٠]، وانْسَطَحَ الرّجل: امتدّ على قفاه، قيل: وسمّي سَطِيحُ الكاهن(٥) لكونه مُنْسَطِحاً لزمانة.
  والْمِسْطَحُ: عمود الخيمة الذي يجعل به لها سطحا، وسَطَحْتُ الثّريدة في القصعة: بسطتها.
سطر
  السَّطْرُ والسَّطَرُ: الصّفّ من الكتابة، ومن الشّجر المغروس، ومن القوم الوقوف، وسَطَّرَ فلان كذا: كتب سطرا سطرا، قال تعالى: {ن والْقَلَمِ وما يَسْطُرُونَ}[القلم: ١]، وقال تعالى: {والطُّورِ وكِتابٍ مَسْطُورٍ}[الطور: ١ - ٢]، وقال: {كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً}[الإسراء: ٥٨]، أي: مثبتا محفوظا، وجمع السّطر أَسْطُرٌ، وسُطُورٌ، وأَسْطَارٌ، قال الشاعر:
  ٢٣٣ - إنّي وأسطار سُطِرْنَ سطرا(٦)
  وأما قوله: {أَساطِيرُ الأَوَّلِينَ}[الأنعام: ٢٤]، فقد قال المبرّد: هي جمع أُسْطُورَةٍ،
(١) هذا شطر بيت، وعجزه:
أنّى تسدّيت وهنا ذلك البينا
وهو لابن مقبل في ديوانه ص ٣١٦، وشرح مقصورة ابن دريد لابن خالويه ص ٤٩٧.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٦٩ عن ابن عباس ومجاهد.
(٣) وجلّ الدابة وجلَّها: الذي تلبسه لتصان به، والجمع أجلال وجلال. اللسان (جلل).
(٤) الزّمّيل والزُّمل والزَّمّل بمعنى الضعيف الجبان الرذل.
(٥) راجع: خبره في أعلام النبوة للماوردي ص ١٦٥.
(٦) هذا شطر بيت، وعجزه:
لقائل يا نصر نصر نصرا
وهو لذي الرمّة، وقيل لرؤبة بن العجاج، وهو في ديوان رؤبة ص ١٧٤، وشواهد سيبويه ١/ ٣٠٤، وشذور الذهب ص ٥٦٤، وابن يعيش ٢/ ٣.