مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

سطح

صفحة 409 - الجزء 1

  ٢٣٢ - بسرو حمير أبوال البغال به⁣(⁣١)

  فأسرى نحو أجبل وأتهم، وقوله تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِه}⁣[الإسراء: ١]، أي: ذهب به في سراة من الأرض، وسَرَاةُ كلّ شيء: أعلاه، ومنه: سَرَاةُ النهار، أي: ارتفاعه، وقوله تعالى: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا}⁣[مريم: ٢٤] أي: نهرا يسري⁣(⁣٢)، وقيل: بل ذلك من السّرو، أي: الرّفعة. يقال، رجل سَرْوٌ.

  قال: وأشار بذلك إلى عيسى # وما خصّه به من سروه، يقال: سَرَوْتُ الثوبَ عنّي، أي: نزعته، وسَرَوْتُ الجُلَّ عن الفرس⁣(⁣٣)، وقيل: ومنه: رجل سَرِيٌّ، كأنه سَرَى ثوبه بخلاف المتدثّر، والمتزمّل، والزّمّيل⁣(⁣٤)، وقوله: و {أَسَرُّوه بِضاعَةً}⁣[يوسف: ١٩]، أي: خمّنوا في أنفسهم أن يحصّلوا من بيعه بضاعة، والسَّارِيَةُ يقال للقوم الذين يَسْرُونَ بالليل، وللسّحابة التي تسري، وللأسطوانة.

سطح

  السَّطْحُ: أعلى البيت. يقال: سَطَحْتُ البيت: جعلت له سطحا، وسَطَحْتُ المكان:

  جعلته في التّسوية كَسَطْحٍ، قال: {وإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}⁣[الغاشية: ٢٠]، وانْسَطَحَ الرّجل: امتدّ على قفاه، قيل: وسمّي سَطِيحُ الكاهن⁣(⁣٥) لكونه مُنْسَطِحاً لزمانة.

  والْمِسْطَحُ: عمود الخيمة الذي يجعل به لها سطحا، وسَطَحْتُ الثّريدة في القصعة: بسطتها.

سطر

  السَّطْرُ والسَّطَرُ: الصّفّ من الكتابة، ومن الشّجر المغروس، ومن القوم الوقوف، وسَطَّرَ فلان كذا: كتب سطرا سطرا، قال تعالى: {ن والْقَلَمِ وما يَسْطُرُونَ}⁣[القلم: ١]، وقال تعالى: {والطُّورِ وكِتابٍ مَسْطُورٍ}⁣[الطور: ١ - ٢]، وقال: {كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً}⁣[الإسراء: ٥٨]، أي: مثبتا محفوظا، وجمع السّطر أَسْطُرٌ، وسُطُورٌ، وأَسْطَارٌ، قال الشاعر:

  ٢٣٣ - إنّي وأسطار سُطِرْنَ سطرا⁣(⁣٦)

  وأما قوله: {أَساطِيرُ الأَوَّلِينَ}⁣[الأنعام: ٢٤]، فقد قال المبرّد: هي جمع أُسْطُورَةٍ،


(١) هذا شطر بيت، وعجزه:

أنّى تسدّيت وهنا ذلك البينا

وهو لابن مقبل في ديوانه ص ٣١٦، وشرح مقصورة ابن دريد لابن خالويه ص ٤٩٧.

(٢) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٦٩ عن ابن عباس ومجاهد.

(٣) وجلّ الدابة وجلَّها: الذي تلبسه لتصان به، والجمع أجلال وجلال. اللسان (جلل).

(٤) الزّمّيل والزُّمل والزَّمّل بمعنى الضعيف الجبان الرذل.

(٥) راجع: خبره في أعلام النبوة للماوردي ص ١٦٥.

(٦) هذا شطر بيت، وعجزه:

لقائل يا نصر نصر نصرا

وهو لذي الرمّة، وقيل لرؤبة بن العجاج، وهو في ديوان رؤبة ص ١٧٤، وشواهد سيبويه ١/ ٣٠٤، وشذور الذهب ص ٥٦٤، وابن يعيش ٢/ ٣.