مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

سقر

صفحة 414 - الجزء 1

  والسَّفَنُ نحو النّقض لما يُسْفَنُ، وخصّ السَّفَنُ بجلدة قائم السّيف، وبالحديدة التي يَسْفِنُ بها، وباعتبار السَّفْنِ سمّيت السَّفِينَةُ. قال اللَّه تعالى: {أَمَّا السَّفِينَةُ}⁣[الكهف: ٧٩]، ثمّ تجوّز بالسفينة، فشبّه بها كلّ مركوب سهل.

سفه

  السَّفَه: خفّة في البدن، ومنه قيل: زمام سَفِيه: كثير الاضطراب، وثوب سَفِيه: رديء النّسج، واستعمل في خفّة النّفس لنقصان العقل، وفي الأمور الدّنيويّة، والأخرويّة، فقيل: {سَفِه نَفْسَه}⁣[البقرة: ١٣٠]، وأصله سَفِهَتْ نفسه، فصرف عنه الفعل⁣(⁣١)، نحو: {بَطِرَتْ مَعِيشَتَها}⁣[القصص: ٥٨]، قال في السَّفَه الدّنيويّ: {ولا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ}⁣[النساء: ٥]، وقال في الأخرويّ: {وأَنَّه كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى الله شَطَطاً}⁣[الجن: ٤]، فهذا من السّفه في الدّين، وقال: {أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ}⁣[البقرة: ١٣]، فنبّه أنهم هم السّفهاء في تسمية المؤمنين سفهاء، وعلى ذلك قوله: {سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها}⁣[البقرة: ١٤٢].

سقر

  من سَقَرَتْه الشمسُ⁣(⁣٢)، وقيل: صقرته، أي:

  لوّحته وأذابته، وجُعل سَقَرُ اسم علم لجهنّم قال تعالى: {ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ}⁣[المدثر: ٤٢]، وقال تعالى: {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ}⁣[القمر: ٤٨]، ولمّا كان السَّقْرُ يقتضي التّلويح في الأصل نبّه بقوله: {وما أَدْراكَ ما سَقَرُ لا تُبْقِي ولا تَذَرُ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ}⁣[المدثر: ٢٧ - ٢٩]، أنّ ذلك مخالف لما نعرفه من أحوال السّقر في الشاهد.

سقط

  السُّقُوطُ: طرح الشيء، إمّا من مكان عال إلى مكان منخفض كسقوط الإنسان من السّطح، قال تعالى: {أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا}⁣[التوبة: ٤٩]، وسقوط منتصب القامة، وهو إذا شاخ وكبر، قال تعالى: {وإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً}⁣[الطور: ٤٤]، وقال: {فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ}⁣[الشعراء: ١٨٧]، والسِّقَطُ والسُّقَاطُ: لما يقلّ الاعتداد به، ومنه قيل: رجل سَاقِطٌ لئيم في حَسَبِه، وقد أَسْقَطَه كذا، وأسقطت المرأة اعتبر فيه الأمران:


(١) قال السمين الحلبي: قوله: «نفسه» في نصبه سبعة أوجه، أحدها - وهو المختار -: أن يكون مفعولا به، لأنّ ثعلبا والمبرّد حكيا أنّ «سفه» بكسر الفاء يتعدّى بنفسه. ثم ذكر، الثالث: أنه منصوب على إسقاط حرف الجرّ، تقديره: سفه في نفسه. وراجع: الدر المصون ٢/ ١٢٠، فقد أجاد وأفاد، وجمع وأوعى.

(٢) انظر: مجمل اللغة ٢/ ٤٦٦.