مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

سوط

صفحة 434 - الجزء 1

  المنزلة الرفيعة، قال الشاعر:

  ٢٥٠ - ألم تر أنّ اللَّه أعطاك سُورَةً ترى كلّ ملك دونها يتذبذب⁣(⁣١)

  وسُورُ المدينة: حائطها المشتمل عليها، وسُورَةُ القرآن تشبيها بها لكونه محاطا بها إحاطة السّور بالمدينة، أو لكونها منزلة كمنازل القمر، ومن قال: سؤرة⁣(⁣٢) فمن أسأرت، أي: أبقيت منها بقيّة، كأنها قطعة مفردة من جملة القرآن وقوله: {سُورَةٌ أَنْزَلْناها}⁣[النور: ١]، أي:

  جملة من الأحكام والحكم، وقيل: أسأرت في القدح، أي: أبقيت فيه سؤرا، أي: بقيّة، قال الشاعر:

  ٢٥١ - لا بالحصور ولا فيها بِسَآرٍ⁣(⁣٣)

  ويروى (بِسَوَّارٍ)، من السَّوْرَةِ، أي: الغضب.

سوط

  السَّوْطُ: الجلد المضفور الذي يضرب به، وأصل السَّوْطِ: خلط الشيء بعضه ببعض، يقال: سُطْتُه وسَوَّطْتُه، فالسّوط يسمّى سوطا لكونه مخلوط الطاقات بعضها ببعض، وقوله: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ}⁣[الفجر: ١٣] تشبيها بما يكون في الدّنيا من العذاب بالسّوط، وقيل: إشارة إلى ما خلط لهم من أنواع العذاب، المشار إليه بقوله: {حَمِيماً وغَسَّاقاً}⁣[النبأ: ٢٥].

ساعة

  السَّاعَةُ: جزء من أجزاء الزّمان، ويعبّر به عن القيامة، قال: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}⁣[القمر: ١]، {يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ}⁣[الأعراف: ١٨٧]، {وعِنْدَه عِلْمُ السَّاعَةِ}⁣[الزخرف: ٨٥]، تشبيها بذلك لسرعة حسابه، كما قال: {وهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ}⁣[الأنعام: ٦٢]، أو لما نبّه عليه بقوله: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها}⁣[النازعات: ٤٦]، {لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ}⁣[الأحقاف: ٣٥]، {ويَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ}⁣[الروم: ٥٥]، فالأولى هي القيامة، والثانية الوقت القليل من الزمان.


(١) البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص ١٨.

(٢) هو أبو الهيثم الرازي وابن الأنباري انظر تهذيب اللغة ١٣/ ٥٠.

(٣) هذا عجز بيت للأخطل، وشطره:

وشارب مربح بالكأس نادمني

وهو في ديوانه ص ١٤١، واللسان (سور). قال ابن منظور: والسوّار: الذي تسور الخمر في رأسه سريعا.