مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ساغ

صفحة 435 - الجزء 1

  وقيل: الساعات التي هي القيامة ثلاثة: السَّاعَةُ الكبرى، هي بعث الناس للمحاسبة وهي التي أشار إليها بقوله #: «لا تقوم السّاعة حتّى يظهر الفحش والتّفحّش وحتّى يعبد الدّرهم والدّينار»⁣(⁣١) إلى غير ذلك وذكر أمورا لم تحدث في زمانه ولا بعده. والساعة الوسطى، وهي موت أهل القرن الواحد وذلك نحو ما روي أنّه رأى عبد اللَّه بن أنيس فقال: (إن يطل عمر هذا الغلام لم يمت حتّى تقوم السّاعة)⁣(⁣٢) فقيل: إنه آخر من مات من الصحابة، والساعة الصّغرى، وهي موت الإنسان، فَسَاعَةُ كلّ إنسان موته، وهي المشار إليها بقوله: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ الله حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً}⁣[الأنعام: ٣١]، ومعلوم أنّ هذه الحسرة تنال الإنسان عند موته لقوله: {وأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ ... الآية}⁣[المنافقون: ١٠]، وعلى هذا قوله: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ الله أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ}⁣[الأنعام: ٤٠]، وروي أنه كان إذا هبّت ريح شديدة تغيّر لونه # فقال: «تخوّفت السّاعة»⁣(⁣٣)، وقال: «ما أمدّ طرفي ولا أغضّها إلَّا وأظنّ أنّ السَّاعَةَ قد قامت»⁣(⁣٤) يعني موته. ويقال:

  عاملته مساوعة، نحو: معاومة ومشاهرة، وجاءنا بعد سَوْعٍ من اللَّيل، وسُوَاعٍ، أي: بعد هدء، وتصوّر من السّاعة الإهمال، فقيل: أَسَعْتُ الإبل أسيعها، وهو ضائع سائع، وسُوَاعٌ: اسم صنم، قال تعالى: {وَدًّا ولا سُواعاً}⁣[نوح: ٢٣].

ساغ

  سَاغَ الشّراب في الحلق: سهل انحداره، وأَسَاغَه كذا. قال: {سائِغاً لِلشَّارِبِينَ}⁣[النحل: ٦٦]، {ولا يَكادُ يُسِيغُه}⁣[إبراهيم: ١٧]، وسَوَّغْتُه مالا مستعار منه، وفلان سوغ أخيه: إذا ولد إثره عاجلا تشبيها بذلك.

سوف

  سَوْفَ حرف يخصّص أفعال المضارعة بالاستقبال، ويجرّدها عن معنى الحال، نحو: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي}⁣[يوسف: ٩٨]، وقوله: {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}⁣[الأنعام: ١٣٥]،


(١) الحديث أخرجه أحمد عن عبد اللَّه بن عمر قال: قال رسول اللَّه : «لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة» انظر: المسند ٢/ ١٦٢.

(٢) الحديث عن أنس بن مالك أن رجلا قال: يا رسول اللَّه متى تقوم الساعة؟ وعنده غلام من الأنصار يقال له محمد، فقال: «إن يعش هذا فعسى أن لا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة». أخرجه أحمد في مسنده ٣/ ٢٧٠، ومسلم برقم ٢٢٦٩، والبخاري في الأدب، فتح الباري ١٠/ ٥٥٣ واسم الغلام محمد.

(٣) الحديث عن عائشة أنها قالت: كان رسول اللَّه إذا رأى الريح قد اشتدت تغيّر وجهه. أخرجه أحمد ٦/ ٦٦، والبخاري في الاستسقاء. فتح الباري ٢/ ٥٢٠ دون قوله تخوّفت الخ.

(٤) لم أجده.