مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

سوأ

صفحة 441 - الجزء 1

  {سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ}⁣[المنافقون: ٦]، {سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا}⁣[إبراهيم: ٢١]، أي: يَسْتَوِي الأمران في أنهما لا يغنيان {سَواءً الْعاكِفُ فِيه والْبادِ}⁣[الحج: ٢٥]، وقد يستعمل سِوىً وسَوَاءٌ بمعنى غير، قال الشاعر:

  ٢٥٧ - فلم يبق منها سوى هامد⁣(⁣١)

  وقال آخر:

  ٢٥٨ - وما قصدت من أهلها لِسَوَائِكَا⁣(⁣٢)

  وعندي رجل سِوَاكَ، أي: مكانك، وبدلك، والسِّيُّ: المساوي، مثل: عدل ومعادل، وقتل ومقاتل، تقول: سِيَّانِ زيد وعمرو، وأَسْوَاءٌ جمع سِيٍّ، نحو: نقض وأنقاض، يقال: قوم أسواء، ومستوون، والمساواة متعارفة في المثمنات، يقال: هذا الثّوب يساوي كذا، وأصله من سَاوَاه في القدر، قال: {حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ}⁣[الكهف: ٩٦].

سوأ

  السُّوءُ: كلّ ما يغمّ الإنسان من الأمور الدّنيويّة، والأخروية، ومن الأحوال النّفسيّة، والبدنيّة، والخارجة، من فوات مال، وجاه، وفقد حميم، وقوله: {بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ}⁣[طه: ٢٢]، أي: من غير آفة بها، وفسّر بالبرص، وذلك بعض الآفات التي تعرض لليد. وقال: {إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ والسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ}⁣[النحل: ٢٧]، وعبّر عن كلّ ما يقبح بِالسَّوْأَى، ولذلك قوبل بالحسنى، قال: {ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى}⁣[الروم: ١٠]، كما قال: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى}⁣[يونس: ٢٦]، والسَّيِّئَةُ: الفعلة القبيحة، وهي ضدّ الحسنة، قال: {بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً}⁣[البقرة: ٨١]، قال: {لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ}⁣[النمل: ٤٦]، {يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ}⁣[هود: ١١٤]، {ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ الله وما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}⁣[النساء: ٧٩]، {فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا}⁣[النحل: ٣٤]، {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ}⁣[المؤمنون: ٩٦]، وقال عليه الصلاة والسلام: «يا أنس أتبع السّيّئة الحسنة تمحها»⁣(⁣٣)، والحسنة والسّيئة ضربان: أحدهما


(١) هذا شطر بيت، وعجزه:

وسفع الخدود معا والنؤي

وهو لأبي ذؤيب الهذلي، في ديوان الهذليين ١/ ٦٦، والبصائر ٣/ ١٨٧.

(٢) هذا عجز بيت، وصدره:

تجانف عن أهل اليمامة ناقتي

وهو للأعشى في ديوانه ص ١٣١، واللسان (سوى)، والبصائر ٣/ ٨٧، والمجمل ٢/ ٤٧٧.

(٣) الحديث عن معاذ وأبي ذر قال رسول اللَّه : «اتق اللَّه حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» أخرجه أحمد والترمذي والحاكم والدارمي ٢/ ٣٢٣.

انظر: الفتح الكبير ١/ ٣٣، والمسند ٥/ ١٥٣، والمستدرك ١/ ٥٤.