مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

سوأ

صفحة 442 - الجزء 1

  بحسب اعتبار العقل والشرع، نحو المذكور في قوله: {مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَه عَشْرُ أَمْثالِها ومَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها}⁣[الأنعام: ١٦٠]، وحسنة وسيّئة بحسب اعتبار الطَّبع، وذلك ما يستخفّه الطَّبع وما يستثقله، نحو قوله: {فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِه وإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى ومَنْ مَعَه}⁣[الأعراف: ١٣١]، وقوله: {ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ}⁣[الأعراف: ٩٥]، وقوله تعالى: {إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ والسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ}⁣[النحل: ٢٧]، ويقال: سَاءَنِي كذا، وسُؤْتَنِي، وأَسَأْتَ إلى فلان، قال: {سِيئَتْ وُجُوه الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[الملك: ٢٧]، وقال: {لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ}⁣[الإسراء: ٧]، {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِه}⁣[النساء: ١٢٣]، أي: قبيحا، وكذا قوله: {زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ}⁣[التوبة: ٣٧]، {عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ}⁣[الفتح: ٦]، أي: ما يسوءهم في العاقبة، وكذا قوله: {وساءَتْ مَصِيراً}⁣[النساء: ٩٧]، و {ساءَتْ مُسْتَقَرًّا}⁣[الفرقان: ٦٦]، وأما قوله تعالى: {فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ}⁣[الصافات: ١٧٧]، و {ساءَ ما يَعْمَلُونَ}⁣[المائدة: ٦٦]، {ساءَ مَثَلًا}⁣[الأعراف: ١٧٧]، فساء هاهنا تجري مجرى بئس، وقال: {ويَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ}⁣[الممتحنة: ٢]، وقوله: {سِيئَتْ وُجُوه الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[الملك: ٢٧]، نسب ذلك إلى الوجه من حيث إنه يبدو في الوجه أثر السّرور والغمّ، وقال: {سِيءَ بِهِمْ وضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً}⁣[هود: ٧٧]:

  حلّ بهم ما يسوءهم، وقال: {سُوءُ الْحِسابِ}⁣[الرعد: ٢١]، {ولَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}⁣[الرعد: ٢٥]، وكنّي عن الْفَرْجِ بِالسَّوْأَةِ⁣(⁣١). قال: {كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيه}⁣[المائدة: ٣١]، {فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي}⁣[المائدة: ٣١]، {يُوارِي سَوْآتِكُمْ}⁣[الأعراف: ٢٦]، {بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما}⁣[الأعراف: ٢٢]، {لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما}⁣[الأعراف: ٢٠].

  تمّ كتاب السين


(١) انظر مجاز القرآن ١/ ١٦٢.