مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

شرب

صفحة 448 - الجزء 1

  اشتدّت الرّيح، قال تعالى: {اشْتَدَّتْ بِه الرِّيحُ}⁣[إبراهيم: ١٨].

شر

  الشَّرُّ: الذي يرغب عنه الكلّ، كما أنّ الخير هو الذي يرغب فيه الكلّ قال تعالى: {شَرٌّ مَكاناً}⁣[يوسف: ٧٧]، و {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ الله الصُّمُّ}⁣[الأنفال: ٢٢]، وقد تقدّم تحقيق الشّرّ مع ذكر الخير وذكر أنواعه⁣(⁣١)، ورجل شَرٌّ وشِرِّيرٌ:

  متعاط للشّرّ، وقوم أَشْرَارٌ، وقد أَشْرَرْتُه: نسبته إلى الشّرّ، وقيل: أَشْرَرْتُ كذا: أظهرته⁣(⁣٢)، واحتجّ بقول الشاعر:

  ٢٦٢ - إذا قيل: أيّ الناس شرّ قبيلة ... أشرّت كليبٌ بالأكفّ الأصابع⁣(⁣٣)

  فإن لم يكن في هذا إلَّا هذا البيت فإنه يحتمل أنها نسبت الأصابع إلى الشّرّ بالإشارة إليه، فيكون من: أشررته: إذا نسبته إلى الشّرّ، والشُّرُّ بالضّمّ خصّ بالمكروه، وشَرَارُ النّار: ما تطاير منها، وسمّيت بذلك لاعتقاد الشّرّ فيه، قال تعالى: {تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ}⁣[المرسلات: ٣٢].

شرب

  الشُّرْبُ: تناول كلّ مائع، ماء كان أو غيره. قال تعالى في صفة أهل الجنّة: {وسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً}⁣[الإنسان: ٢١]، وقال في صفة أهل النّار: {لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ}⁣[يونس: ٤]، وجمع الشَّرَابُ أَشْرِبَةٌ، يقال: شَرِبْتُه شَرْباً وشُرْباً. قال ø: {فَمَنْ شَرِبَ} مِنْه فَلَيْسَ مِنِّي - إلى قوله - {فَشَرِبُوا} مِنْه⁣(⁣٤)، وقال: {فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ}⁣[الواقعة: ٥٥]، والشِّرْبُ: النّصيب منه⁣(⁣٥) قال تعالى: {هذِه ناقَةٌ لَها شِرْبٌ ولَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ}⁣[الشعراء: ١٥٥]، وقال: {كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ}⁣[القمر: ٢٨]. والْمَشْرَبُ المصدر، واسم زمان الشّرب، ومكانه. قال تعالى: {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ


(١) راجع مادة (خير).

(٢) انظر: المجمل ٢/ ٥٠١.

(٣) البيت للفرزدق في ديوانه ص ٣٦٢، والمجمل ٢/ ٥٠١، ومغني اللبيب ص ١٥.

والرواية المشهورة: (أشارت). و (الأصابع) بالرفع، وهي هكذا في مخطوطة المحمودية. ويروى: الأصابعا.

(٤) الآية: {فَمَنْ شَرِبَ مِنْه فَلَيْسَ مِنِّي ومَنْ لَمْ يَطْعَمْه فَإِنَّه مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِه فَشَرِبُوا مِنْه} سورة البقرة:

آية ٢٤٩.

(٥) قال ابن مالك في مثلَّثه:

والشّاربون قيل فيهم شرب ... وكلّ حظَّ من شراب شرب

وشرب وإن تشأ فشرب ... جمع شروب مكثر الشّراب