مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

شطا

صفحة 455 - الجزء 1

  عدوه، واختصّ به عسلان الذئب.

  وقال آخر:

  ٢٦٩ - ما ليلة الفقير إلَّا شَيْطَانْ⁣(⁣١)

  وسمّي كلّ خلق ذميم للإنسان شَيْطَاناً، فقال #: «الحسد شَيْطَانٌ والغضب شَيْطَانٌ»⁣(⁣٢)

شطا

  شَاطِئُ الوادي: جانبه. قال ø: {نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ}⁣[القصص: ٣٠]، ويقال: شَاطَأْتُ فلانا: ماشيته في شاطئ الوادي، وشَطْءُ الزّرع: فروخ الزّرع، وهو ما خرج منه، وتفرّغ في شَاطِئَيْه أي: في جانبيه، وجمعه: أَشْطَاءٌ، قال تعالى: {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَه}⁣[الفتح: ٢٩]، أي: فراخه، وقرئ: {شَطْأَه}⁣(⁣٣)، وذلك نحو: الشّمع والشّمع، والنّهر والنّهر.

شعب

  الشِّعْبُ: القبيلة المتشعّبة من حيّ واحد، وجمعه: شُعُوبٌ، قال تعالى: {شُعُوباً وقَبائِلَ}⁣[الحجرات: ١٣]، والشِّعْبُ من الوادي: ما اجتمع منه طرف وتفرّق طرف، فإذا نظرت إليه من الجانب الذي تفرّق أخذت في وهمك واحدا يتفرّق، وإذا نظرت من جانب الاجتماع أخذت في وهمك اثنين اجتمعا، فلذلك قيل: شَعِبْتَ الشيء: إذا جمعته، وشَعِبْتُه إذا فرّقته⁣(⁣٤)، وشُعَيْبٌ تصغير شعب الذي هو مصدر، أو الذي هو اسم، أو تصغير شعب، والشَّعِيبُ⁣(⁣٥): المزادة الخلق التي قد أصلحت وجمعت. وقوله: {إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ}⁣[المرسلات: ٣٠]، يختصّ بما بعد هذا الكتاب.

شعر

  الشَّعْرُ معروف، وجمعه أَشْعَارٌ قال اللَّه تعالى: {ومِنْ أَصْوافِها وأَوْبارِها وأَشْعارِها}⁣[النحل: ٨٠]،


(١) الرجز للشماخ، وبعده:

ساهرة تؤدي بروح الإنسان ... يدعى بها القوم دعاء الصّمان

وهو في ديوانه ص ٤١٣، والملاحن ص ٥٢، واللسان (شطن)، وتفسير الراغب ورقة ٢٢.

(٢) جاء في الحديث: «إنّ الغضب من الشيطان، وإنّ الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ» أخرجه أحمد ٤/ ٢٢٦، وأبو نعيم في الحلية ٢/ ١٣٠، وأبو داود برقم ٤٧٨٤.

وفي حديث آخر: «الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب» أخرجه أبو داود، ولا يصح، ورقمه ٤٩٠٣، وابن ماجة من حديث أنس بإسناد ضعيف ١/ ١٤٠٨.

(٣) وهي قراءة ابن كثير وابن ذكوان. انظر: الإتحاف ص ٣٩٦.

(٤) قال السرقسطي: شعبت الشيء شعبا: جمعته وفرّقته، بفتح العين وكسرها. الأفعال ٢/ ٣٣٩، والأضداد ص ٥٣.

(٥) انظر: المجمل ٢/ ٥٠٥، والبصائر ٣/ ٣٢٢.