شهق
  وقوله: {يَعْلَمُ السِّرَّ وأَخْفى}[طه: ٧]، ونحو ذلك ممّا نبّه على هذا النحو، والشَّهِيدُ: هو المحتضر، فتسميته بذلك لحضور الملائكة إيّاه إشارة إلى ما قال: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا ... الآية}[فصلت: ٣٠]، قال: {والشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ}[الحديد: ١٩]، أو لأنهم يَشْهَدُونَ في تلك الحالة ما أعدّ لهم من النّعيم، أو لأنهم تشهد أرواحهم عند اللَّه كما قال: {ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ الله مِنْ فَضْلِه}[آل عمران: ١٦٩ - ١٧٠]، وعلى هذا دلّ قوله: {والشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ ونُورُهُمْ}، وقوله: {وشاهِدٍ ومَشْهُودٍ}[البروج: ٣]، قيل: الْمَشْهُودُ يوم الجمعة(١)، وقيل: يوم عرفة، ويوم القيامة، وشَاهِدٌ: كلّ من شهده، وقوله: {يَوْمٌ مَشْهُودٌ}[هود: ١٠٣]، أي: مشاهد تنبيها أن لا بدّ من وقوعه، والتَّشَهُّدُ هو أن يقول:
  أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأشهد أنّ محمدا رسول اللَّه، وصار في التّعارف اسما للتّحيّات المقروءة في الصّلاة، وللذّكر الذي يقرأ ذلك فيه.
شهر
  الشَّهْرُ: مدّة مَشْهُورَةٌ بإهلال الهلال، أو باعتبار جزء من اثني عشر جزءا من دوران الشمس من نقطة إلى تلك النّقطة. قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيه الْقُرْآنُ}[البقرة: ١٨٥]، {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه}[البقرة: ١٨٥]، {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ}[البقرة: ١٩٧]، {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ الله اثْنا عَشَرَ شَهْراً}[التوبة: ٣٦]، {فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ}[التوبة: ٢]، والْمُشَاهَرَةُ:
  المعاملة بالشّهور كالمسانهة والمياومة، وأَشْهَرْتُ بالمكان: أقمت به شهرا، وشُهِرَ فلان واشْتُهِرَ يقال في الخير والشّرّ.
شهق
  الشَّهِيقُ: طول الزّفير، وهو ردّ النّفس، والزّفير: مدّه. قال تعالى: {لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وشَهِيقٌ}[هود: ١٠٦]، {سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وزَفِيراً}[الفرقان: ١٢]، وقال تعالى: {سَمِعُوا لَها شَهِيقاً}[الملك: ٧]، وأصله من جبل شَاهِقٍ. أي: متناهي الطَّول.
شها
  أصل الشَّهْوَةِ: نزوع النّفس إلى ما تريده، وذلك في الدّنيا ضربان: صادقة، وكاذبة، فالصّادقة: ما يختلّ البدن من دونه كشهوة الطَّعام عند الجوع، والكاذبة: ما لا يختلّ من
(١) أخرج الترمذي والبيهقي وغيرهما عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة». انظر: الدر المنثور ٨/ ٤٦٣، وعارضة الأحوذي ١٢/ ٢٣٧.