مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

صنو

صفحة 494 - الجزء 1

  له: صَنَمٌ، وعلى هذا الوجه قال إبراهيم ~: {اجْنُبْنِي وبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنامَ}⁣[إبراهيم: ٣٥]، فمعلوم أنّ إبراهيم مع تحقّقه بمعرفة اللَّه تعالى، واطَّلاعه على حكمته لم يكن ممّن يخاف أن يعود إلى عبادة تلك الجثث التي كانوا يعبدونها، فكأنّه قال: اجنبني عن الاشتغال بما يصرفني عنك.

صنو

  الصِّنْوُ: الغصنُ الخارج عن أصل الشّجرة، يقال: هُمَا صِنْوَا نخلةٍ، وفلانٌ صِنْوُ أبيه، والتّثنية: صِنْوَانِ، وجمعه صِنْوَانٌ⁣(⁣١). قال تعالى: {صِنْوانٌ وغَيْرُ صِنْوانٍ}⁣[الرعد: ٤].

صهر

  الصِّهْرُ: الختنُ، وأهل بيت المرأة يقال لهم الأَصْهَارُ، كذا قال الخليل⁣(⁣٢). قال ابن الأعرابيّ: الإِصْهَارُ: التَّحَرُّمُ بجوارٍ، أو نسب، أو تزوّج، يقال: رجلٌ مُصْهِرٌ: إذا كان له تحرّم من ذلك. قال تعالى: {فَجَعَلَه نَسَباً وصِهْراً}⁣[الفرقان: ٥٤]، والصَّهْرُ: إذابةُ الشّحمِ. قال تعالى: {يُصْهَرُ بِه ما فِي بُطُونِهِمْ}⁣[الحج: ٢٠]، والصُّهَارَةُ: ما ذاب منه، وقال أعرابيّ: لأَصْهَرَنَّكَ بيمينٍ مُرَّةٍ⁣(⁣٣)، أي: لأُذِيبَنَّكَ.

صوب

  الصَّوَابُ يقال على وجهين: أحدهما: باعتبار الشيء في نفسه، فيقال: هذا صَوَابٌ: إذا كان في نفسه محمودا ومرضيّا، بحسب مقتضى العقل والشّرع، نحو قولك: تَحَرِّي العدلِ صَوَابٌ، والكَرَمُ صَوَابٌ. والثاني: يقال باعتبار القاصد إذا أدرك المقصود بحسب ما يقصده، فيقال: أَصَابَ كذا، أي: وجد ما طلب، كقولك: أَصَابَه السّهمُ، وذلك على أضرب:

  الأوّل: أن يقصد ما يحسن قصده فيفعله، وذلك هو الصَّوَابُ التّامُّ المحمودُ به الإنسان.

  والثاني: أن يقصد ما يحسن فعله، فيتأتّى منه غيره لتقديره بعد اجتهاده أنّه صَوَابٌ، وذلك هو المراد بقوله #: «كلّ مجتهد مُصِيبٌ»⁣(⁣٤)، وروي «المجتهد مُصِيبٌ وإن أخطأ


(١) قال أبو زيد: هاتان نخلتان صنوان، ونخيل صنوان وأصناء، ويقال للاثنين: قنوان وصنوان، وللجماعة: قنوان وصنوان. اللسان (صنا).

(٢) انظر: العين ٣/ ٤١١.

(٣) انظر: أساس البلاغة ص ٢٦١، والمجمل ٢/ ٥٤٣، واللسان (صهر).

(٤) هذه قاعدة فقهية، وليست حديثا. وهي ظاهر قول مالك وأبي حنيفة.

ومعناها: كلّ مجتهد في الفروع التي لا قاطع فيها مصيب في اجتهاده، وليست على إطلاقها، إذ لا يجوز أن يقال: كلّ مجتهد في الأصول الكلامية - أي: العقائد الدينية - مصيب، لأنّ ذلك يؤدي إلى تصويب أهل الضلالة من النصارى القائلين بالتثليث، والثنوية من المجوس في قولهم بالأصلين للعالم: النور والظلمة، والكفار في نفيهم التوحيد، وبعثة الرسل، والمعاد في الآخرة. انظر: لطائف الإشارات شرح منظومة الورقات في الأصول ص ٥٩، واللمع ص ٣٥٨.