مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

صنو

صفحة 495 - الجزء 1

  فهذا له أجر «(⁣١) كما روي:» من اجتهد فَأَصَابَ فله أجران، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر «(⁣٢).

  والثالث: أن يقصد صَوَاباً، فيتأتّى منه خطأ لعارض من خارج، نحو من يقصد رمي صيد، فَأَصَابَ إنسانا، فهذا معذور.

  والرّابع: أن يقصد ما يقبح فعله، ولكن يقع منه خلاف ما يقصده، فيقال: أخطأ في قصده، وأَصَابَ الذي قصده، أي: وجده، والصَّوْبُ:

  الإِصَابَةُ: يقال: صَابَه وأَصَابَه، وجُعِلَ الصَّوْبُ لنزول المطر إذا كان بقدر ما ينفع، وإلى هذا القدر من المطر أشار بقوله: {وأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ}⁣[المؤمنون: ١٨]، قال الشاعر:

  ٢٨٥ - فسقى ديارك غير مفسدها ... صَوْبُ الرّبيعِ ودِيمَةٌ تهمي⁣(⁣٣)

  والصَّيِّبُ: السّحابُ المختصّ بالصَّوْبِ، وهو فيعل من: صَابَ يَصُوبُ. قال الشاعر:

  ٢٨٦ - فكأنما صَابَتْ عليه سحابة⁣(⁣٤)

  وقوله: {أَوْ كَصَيِّبٍ}⁣[البقرة: ١٩]، قيل:

  هو السّحاب، وقيل: هو المطر، وتسميته به كتسميته بالسّحاب، وأَصَابَ السّهمَ: إذا وصل إلى المرمى بالصَّوَابِ، والمُصِيبَةُ أصلها في الرّمية، ثم اختصّت بالنّائبة نحو: {أَولَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها}⁣[آل عمران: ١٦٥]، {فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ}⁣[النساء: ٦٢]، {وما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ}⁣[آل عمران: ١٦٦]، {وما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}⁣[الشورى: ٣٠]، وأصاب: جاء في الخير والشّرّ. قال تعالى: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ}⁣[التوبة: ٥٠]، {ولَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ الله}⁣[النساء: ٧٣]، {فَيُصِيبُ بِه مَنْ يَشاءُ ويَصْرِفُه عَنْ مَنْ يَشاءُ}⁣[النور: ٤٣]، {فَإِذا أَصابَ بِه


(١) المرويّ في ذلك عن عمرو بن العاص أن النبي قال: «إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد» متفق عليه: البخاري ١٣/ ٣١٨ كتاب الاعتصام، مسلم (١٣٤٢) كتاب الأقضية.

(٢) المرويّ في ذلك عن عمرو بن العاص أن النبي قال: «إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد» متفق عليه: البخاري ١٣/ ٣١٨ كتاب الاعتصام، مسلم (١٣٤٢) كتاب الأقضية.

(٣) البيت لطرفة بن العبد، في ديوانه ص ٨٨، والبصائر ٣/ ٤٤٨.

(٤) هذا شطر بيت، وعجزه:

صواعقها لطيرهنّ دبيب

وهو لعلقمة بن عبدة من مفضليته التي مطلعها:

طحا بك قلب في الحسان طروب ... بعيد الشباب عصر حان مشيب

وهو في المفضليات ص ٣٩٥، واللسان (صوب).