مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

ضم

صفحة 512 - الجزء 1

  والفاسق: {فَتَعْساً لَهُمْ وأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ}⁣[محمد: ٨]، {وما يُضِلُّ بِه إِلَّا الْفاسِقِينَ}⁣[البقرة: ٢٦]، {كَذلِكَ يُضِلُّ الله الْكافِرِينَ}⁣[غافر: ٧٤]، {ويُضِلُّ الله الظَّالِمِينَ}⁣[إبراهيم: ٢٧]، وعلى هذا النّحو تقليب الأفئدة في قوله: {ونُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ}⁣[الأنعام: ١١٠]، والختم على القلب في قوله: {خَتَمَ الله عَلى قُلُوبِهِمْ}⁣[البقرة: ٧]، وزيادة المرض في قوله: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ الله مَرَضاً}⁣[البقرة: ١٠].

ضم

  الضَّمُّ: الجمعُ بين الشّيئين فصاعدا. قال تعالى: {واضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ}⁣[طه: ٢٢]، {واضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ}⁣[القصص: ٣٢]، والإِضْمَامَةُ: جماعةُ من النّاس أو من الكتب أو الرّيحان أو نحو ذلك⁣(⁣١)، وأسد ضَمْضَمٌ وضُمَاضِمٌ: يَضُمُّ الشّيءَ إلى نفسه.

  وقيل: بل هو المجتمع الخلق، وفرس سبّاقُ الأَضَامِيمِ: إذا سبق جماعة من الأفراس دفعة واحدة.

ضمر

  الضَّامِرُ من الفرس: الخفيف اللَّحم من الأعمال لا من الهزال. قال تعالى: {وعَلى كُلِّ ضامِرٍ}⁣[الحج: ٢٧]، يقال: ضَمَرَ ضُمُوراً⁣(⁣٢)، واضْطَمَرَ فهو مُضْطَمِرٌ، وضَمَّرِّتُه أنا، والمِضْمَارُ: الموضع الذي يُضْمَرُ فيه. والضَّمِيرُ:

  ما ينطوي عليه القلب، ويدقّ على الوقوف عليه، وقد تسمّى القوّة الحافظة لذلك ضَمِيراً.

ضن

  قال تعالى: {وما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}⁣[التكوير: ٢٤]، أي: ما هو ببخيل، والضَّنَّةُ هو البخل بالشيء النّفيس، ولهذا قيل: عِلْقُ مَضَنَّةٍ ومَضِنَّةٍ، وفلانٌ ضِنِّي بين أصحابي، أي: هو النّفيس الذي أَضِنُّ به، يقال: ضَنَنْتُ بالشيء ضَنّاً وضَنَانَةً، وقيل: ضَنِنْتُ⁣(⁣٣).

ضنك

  قال تعالى: {ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَه مَعِيشَةً ضَنْكاً}⁣[طه: ١٢٤]. أي: ضيّقا، وقد ضَنُكَ عيشُه، وامرأة ضِنَاكٌ: مُكْتَنِزَةٌ، والضُّنَاكُ:

  الزُّكَامُ، والمَضْنُوكُ: المزكوم.

ضاهى

  قال تعالى: {يُضاهِؤُنَ}⁣(⁣٤) {قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[التوبة: ٣٠]، أي: يشاكلون، وقيل:

  أصله الهمز، وقد قرئ به⁣(⁣٥)، والضَّهْيَاءُ: المرأةُ


(١) في اللسان: الأضاميم: الحجارة، واحدتها: إضمامة، وقد يشبّه بها الجماعات المختلفة من الناس.

(٢) قال السرقسطي: وضمر الشيء ضمورا: رقّ، وأضمرتك البلاد: غيّبتك. الأفعال ٢/ ٢١٠.

(٣) ضنّ يضنّ ضنانة وضنّا: بخل، قال أبو عثمان: وزاد يعقوب: ضننت أضنّ. انظر: الأفعال ٢/ ٢٢٢.

(٤) وهذه قراءة جميع القراء إلا عاصما. انظر: الإتحاف ص ٢٤١.

(٥) وبه قرأ عاصم.