مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

طم

صفحة 523 - الجزء 1

  عنه: غبت، والطِّلاعُ: ما طَلَعَتْ عليه الشمسُ والإنسان، وطَلِيعَةُ الجيشِ: أوّل من يَطْلُعُ، وامرأةٌ طُلَعَةٌ قُبَعَةٌ⁣(⁣١): تُظْهِرُ رأسَها مرّةً وتستر أخرى، وتشبيها بالطُّلُوعِ قيل: طَلْعُ النَّخْلِ.

  {لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ}⁣[ق: ١٠]، {طَلْعُها كَأَنَّه رُؤُسُ الشَّياطِينِ}⁣[الصافات: ٦٥]، أي: ما طَلَعَ منها، {ونَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ}⁣[الشعراء: ١٤٨]، وقد أَطْلَعَتِ النّخلُ، وقوسٌ طِلَاعُ الكفِّ: ملءُ الكفِّ.

طلق

  أصل الطَّلَاقِ: التّخليةُ من الوثاق، يقال:

  أَطْلَقْتُ البعيرَ من عقاله، وطَلَّقْتُه، وهو طَالِقٌ وطَلِقٌ بلا قيدٍ، ومنه استعير: طَلَّقْتُ المرأةَ، نحو: خلَّيتها فهي طَالِقٌ، أي: مُخَلَّاةٌ عن حبالة النّكاح. قال تعالى: {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}⁣[الطلاق: ١]، {الطَّلاقُ مَرَّتانِ}⁣[البقرة: ٢٢٩]، {والْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ}⁣[البقرة: ٢٢٨]، فهذا عامّ في الرّجعيّة وغير الرّجعيّة، وقوله: {وبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ}⁣[البقرة: ٢٢٨]، خاصّ في الرّجعيّة، وقوله: {فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَه مِنْ بَعْدُ}⁣[البقرة: ٢٣٠]، أي: بعد البين، {فَإِنْ طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا}⁣[البقرة: ٢٣٠]، يعني الزّوج الثّاني. وانْطَلَقَ فلانٌ: إذا مرّ متخلَّفا، وقال تعالى: {فَانْطَلَقُوا وهُمْ يَتَخافَتُونَ}⁣[القلم: ٢٣]، {انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِه تُكَذِّبُونَ}⁣[المرسلات: ٢٩]، وقيل للحلال:

  طَلْقٌ، أي: مُطْلَقٌ لا حَظْرَ عليه، وعدا الفرس طَلْقاً أو طَلْقَيْنِ اعتبارا بتخلية سبيله. والمُطْلَقُ في الأحكام: ما لا يقع منه استثناء⁣(⁣٢)، وطَلَقَ يَدَه، وأَطْلَقَهَا عبارةٌ عن الجود، وطَلْقُ الوجه، وطَلِيقُ الوجه: إذا لم يكن كالحا، وطَلَّقَ السّليمُ: خَلَّاه الوجعُ، قال الشاعر:

  ٣٠٢ - تُطَلِّقُه طوراً وطورا تراجع⁣(⁣٣)

  وليلة طَلْقَةٌ: لتخلية الإبل للماء، وقد أَطْلَقَهَا.

طم

  الطَّمُّ: البحرُ المَطْمُومُ، يقال له: الطَّمُّ والرَّمُّ، وطَمَّ على كذا، وسمِّيَت القيامةُ طَامَّةً لذلك. قال تعالى: {فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى}⁣[النازعات: ٣٤].


(١) في اللسان: وجارية قبعة طلعة: تطلع ثم تقبع رأسها، أي: تدخله. وقال الزبرقان بن بدر: أبغض كنائني إليّ الطَّلعة القبعة. انظر الغريب المصنف ورقة ١٤٣.

(٢) انظر: التعريفات ص ٢١٨، وشرح تنقيح الفصول ص ٢٦٦، والإبهاج ٢/ ١٩٩.

(٣) هذا عجز بيت للنابغة، وصدره:

تناذرها الراقون من سوء سمها

وهو في ديوانه ص ٨٠، والمجمل ٢/ ٥٨٦، واللسان (طلق).