مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

طمث

صفحة 524 - الجزء 1

طمث

  الطَّمْثُ: دم الحيض والافتضاض، والطَّامِثُ: الحائض، وطَمِثَ المرأةَ: إذا افتضَّها. قال تعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ ولا جَانٌّ}⁣[الرحمن: ٥٦]، ومنه استعير: ما طَمِثَ هذه الرّوضةَ أحدٌ قبلنا⁣(⁣١)، أي: ما افتضَّها، وما طَمِثَ الناقةَ جَمَلٌ⁣(⁣٢).

طمس

  الطَّمْسُ: إزالةُ الأثرِ بالمحو. قال تعالى: {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ}⁣[المرسلات: ٨]، {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ}⁣[يونس: ٨٨]، أي: أزل صورتها، {ولَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ}⁣[يس: ٦٦]، أي: أزلنا ضوأها وصورتها كما يُطْمَسُ الأثرُ، وقوله: {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً}⁣[النساء: ٤٧]، منهم من قال: عنى ذلك في الدّنيا، وهو أن يصير على وجوههم الشّعر فتصير صورهم كصورة القردة والكلاب⁣(⁣٣)، ومنهم من قال: ذلك هو في الآخرة إشارة إلى ما قال: {وأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَه وَراءَ ظَهْرِه}⁣[الانشقاق: ١٠]، وهو أن تصير عيونهم في قفاهم، وقيل: معناه يردّهم عن الهداية إلى الضّلالة كقوله: {وأَضَلَّه الله عَلى عِلْمٍ وخَتَمَ عَلى سَمْعِه وقَلْبِه}⁣[الجاثية: ٢٣]، وقيل: عنى بالوجوه الأعيان والرّؤساء، ومعناه: نجعل رؤساءهم أذنابا، وذلك أعظم سبب البوار.

طمع

  الطَّمَعُ: نزوعُ النّفسِ إلى الشيء شهوةً له، طَمِعْتُ أَطْمَعُ طَمَعاً وطُمَاعِيَةً، فهو طَمِعٌ وطَامِعٌ.

  قال تعالى: {إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا}⁣[الشعراء: ٥١]، {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ}⁣[البقرة: ٧٥]، {خَوْفاً وطَمَعاً}⁣[الأعراف: ٥٦]، ولمّا كان أكثر الطَّمَعِ من أجل الهوى قيل: الطَّمَعُ طَبْعٌ، والطَّمَعُ يُدَنِّسُ الإهابَ⁣(⁣٤).

طمن

  الطُّمَأْنِينَةُ والاطْمِئْنَانُ: السّكونُ بعد الانزعاج. قال تعالى: {ولِتَطْمَئِنَّ بِه قُلُوبُكُمْ}⁣[الأنفال: ١٠]، {ولكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}⁣[البقرة: ٢٦٠]، {يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}⁣[الفجر: ٢٧]، وهي أن لا تصير أمّارة بالسّوء، وقال تعالى: {أَلا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}⁣[الرعد: ٢٨]، تنبيها أنّ بمعرفته تعالى والإكثار من عبادته يكتسب اطْمِئْنَانَ النّفسِ المسؤول بقوله: {ولكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}⁣[البقرة: ٢٦٠]، وقوله: {وقَلْبُه مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمانِ}⁣[النحل: ١٠٦]،


(١) انظر: اللسان (طمث)، والمجمل ٢/ ٥٨٦، وأساس البلاغة: طمث.

(٢) طمثت البعير: إذا عقلته. انظر العين ٧/ ٤١٢، ومجاز القرآن ٢/ ١٤٥، والجمهرة ٢/ ٤٤.

(٣) وبه قال قتادة وعبد اللَّه بن سلام. انظر: تفسير القرطبي ٥/ ٢٤٤.

(٤) أصل الإهاب الجلد، وهذا استعارة، وانظر تفسير الراغب ورقة ٦٧.