طهر
  وقال: {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ}[النساء: ١٠٣]، {ورَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا واطْمَأَنُّوا بِها}[يونس: ٧]، واطْمَأَنَّ وتَطَامَنَ يتقاربان لفظا ومعنى.
طهر
  يقال: طَهُرَتِ المرأةُ طُهْراً وطَهَارَةً، وطَهَرَتْ(١)، والفتح أقيس، لأنها خلاف طمثت، ولأنه يقال: طَاهِرَةٌ، وطَاهِرٌ، مثل: قائمة وقائم، وقاعدة وقاعد. والطَّهَارَةُ ضربان: طَهَارَةُ جسمٍ، وطَهَارَةُ نفسٍ، وحمل عليهما عامّة الآيات. يقال: طَهَّرْتُه فَطَهُرَ، وتَطَهَّرَ، واطَّهَّرَ فهو طَاهِرٌ ومُتَطَهِّرٌ. قال تعالى: {وإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا}[المائدة: ٦]، أي: استعملوا الماء، أو ما يقوم مقامه، قال: {ولا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ}[البقرة: ٢٢٢]، فدلّ باللَّفظين على أنه لا يجوز وطؤهنّ إلَّا بعد الطَّهَارَةِ والتَّطْهِيرِ(٢)، ويؤكَّد قراءة من قرأ: {حَتَّى يَطْهُرْنَ}(٣) أي: يفعلن الطَّهَارَةَ التي هي الغسل. قال تعالى: {ويُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}[البقرة: ٢٢٢]، أي: التاركين للذنب والعاملين للصّلاح، وقال: {فِيه رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا}[التوبة: ١٠٨]، {أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ}[الأعراف: ٨٢]، {والله يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}[التوبة: ١٠٨]، فإنه يعني تَطْهِيرَ النّفسِ، {ومُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}[آل عمران: ٥٥]، أي: مخرجك من جملتهم ومنزّهك أن تفعل فعلهم وعلى هذا: {ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}[الأحزاب: ٣٣]، {وطَهَّرَكِ واصْطَفاكِ}[آل عمران: ٤٢]، {ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وأَطْهَرُ}[البقرة: ٢٣٢]، {أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ}[الأحزاب: ٥٣]، {لا يَمَسُّه إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}[الواقعة: ٧٩]، أي: إنه لا يبلغ حقائق معرفته إلَّا من طَهَّرَ نفسه وتنقّى من درن الفساد(٤). وقوله: {إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ}[الأعراف: ٨٢]، فإنهم قالوا ذلك على سبيل التّهكَّم حيث قال لهم: {هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ}[هود: ٧٨]، وقوله تعالى: {لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ}[النساء: ٥٧، البقرة: ٢٥]، أي:
  مُطَهَّرَاتٌ من درن الدّنيا وأنجاسها(٥)، وقيل: من الأخلاق السّيّئة بدلالة قوله: {عُرُباً أَتْراباً}[الواقعة: ٣٧]، وقوله في صفة القرآن: {مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ}[عبس: ١٤]، وقوله:
(١) الفعل مثلَّث العين، يقال: طهر، وطهر، وطهر. انظر: الأفعال ٣/ ٢٧٣.
(٢) وهذا مذهب الشافعي. انظر: أحكام القرآن لإلكيا الهرّاسي ١/ ١٣٧.
(٣) وهي قراءة شعبة وحمزة والكسائي وخلف. انظر: الإتحاف ص ١٥٧.
(٤) راجع: روح المعاني ٢٧/ ١٥٤.
(٥) قال قتادة: طهرهنّ اللَّه من كل بول وغائط، وقذر، ومآثم. الدر المنثور ١/ ٩٨.