طين
  {ووَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ}[الشرح: ٢]، أي: خفّفنا عنك العبادات الصّعبة التي في تركها الوزر، وعلى هذا الوجه: {قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وجُنُودِه}[البقرة: ٢٤٩]، وقد يعبّر بنفي الطَّاقَةِ عن نفي القدرة.
  وقوله: {وعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَه فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ}[البقرة: ١٨٤]، ظاهره يقتضي أنّ المُطِيقَ له يلزمه فدية أفطر أو لم يفطر، لكن أجمعوا أنه لا يلزمه إلَّا مع شرط آخر(١). وروي:
  (وعلى الَّذين يُطَوَّقُونَه)(٢) أي: يُحَمَّلُونَ أن يَتَطَوَّقُوا.
طول
  الطُّولُ والقِصَرُ من الأسماء المتضايفة كما تقدّم، ويستعمل في الأعيان والأعراض كالزّمان وغيره قال تعالى: {فَطالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ}[الحديد: ١٦]، {سَبْحاً طَوِيلًا}[المزمل: ٧]، ويقال: طَوِيلٌ وطُوَالٌ، وعريض وعُرَاضٌ، وللجمع: طِوَالٌ، وقيل: طِيَالٌ، وباعتبار الطُّولِ قيل للحبل المَرخيِّ على الدّابة: طِوَلٌ(٣)، وطَوِّلْ فرسَكَ، أي: أَرْخِ طِوَلَه، وقيل: طِوَالُ الدّهرِ لمدّته الطَّوِيلَةِ، وتَطَاوَلَ فلانٌ: إذا أظهر الطُّولَ، أو الطَّوْلَ. قال تعالى: {فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ}[القصص: ٤٥]، والطَّوْلُ خُصَّ به الفضلُ والمنُّ، قال: {شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ}[غافر: ٣]، وقوله تعالى: {اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ}[التوبة: ٨٦]، {ومَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا}[النساء: ٢٥]، كناية عمّا يصرف إلى المهر والنّفقة.
  وطَالُوتُ اسمٌ عَلَمٌ وهو أعجميٌّ.
طين
  الطِّينُ: التّراب والماء المختلط، وقد يسمّى بذلك وإن زال عنه قوّة الماء قال تعالى: {مِنْ طِينٍ لازِبٍ}[الصافات: ١١]، يقال: طِنْتُ كذا، وطَيَّنْتُه. قال تعالى: {خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وخَلَقْتَه مِنْ طِينٍ}[ص: ٧٦]، وقوله تعالى: {فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ}[القصص: ٣٨].
طوى
  طَوَيْتُ الشيءَ طَيّاً، وذلك كَطَيِّ الدَّرَجِ وعلى ذلك قوله: {يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ}[الأنبياء: ١٠٤]، ومنه: طَوَيْتُ الفلاةَ، ويعبّر بِالطَّيِّ عن مُضِيِّ العمر. يقال: طَوَى اللَّه عُمرَه،
(١) أخرج الشيخان عن سلمة بن الأكوع قال: لما نزلت هذه الآية: {وعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَه فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ} من شاء منا صام، ومن شاء منا أن يفطر ويفتدي فعل ذلك حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه} انظر: فتح الباري ٨/ ١٨١ كتاب التفسير، ومسلم رقم ١١٤٥.
(٢) وهي قراءة شاذة، قرأت بها عائشة وسعيد بن جبير وعكرمة. انظر: الدر المنثور ١/ ٤٣١.
(٣) انظر: أساس البلاغة ص ٢٨٧، والمجمل ٢/ ٥٩٠.