مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

طين

صفحة 533 - الجزء 1

  {ووَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ}⁣[الشرح: ٢]، أي: خفّفنا عنك العبادات الصّعبة التي في تركها الوزر، وعلى هذا الوجه: {قالُوا لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وجُنُودِه}⁣[البقرة: ٢٤٩]، وقد يعبّر بنفي الطَّاقَةِ عن نفي القدرة.

  وقوله: {وعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَه فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ}⁣[البقرة: ١٨٤]، ظاهره يقتضي أنّ المُطِيقَ له يلزمه فدية أفطر أو لم يفطر، لكن أجمعوا أنه لا يلزمه إلَّا مع شرط آخر⁣(⁣١). وروي:

  (وعلى الَّذين يُطَوَّقُونَه)⁣(⁣٢) أي: يُحَمَّلُونَ أن يَتَطَوَّقُوا.

طول

  الطُّولُ والقِصَرُ من الأسماء المتضايفة كما تقدّم، ويستعمل في الأعيان والأعراض كالزّمان وغيره قال تعالى: {فَطالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ}⁣[الحديد: ١٦]، {سَبْحاً طَوِيلًا}⁣[المزمل: ٧]، ويقال: طَوِيلٌ وطُوَالٌ، وعريض وعُرَاضٌ، وللجمع: طِوَالٌ، وقيل: طِيَالٌ، وباعتبار الطُّولِ قيل للحبل المَرخيِّ على الدّابة: طِوَلٌ⁣(⁣٣)، وطَوِّلْ فرسَكَ، أي: أَرْخِ طِوَلَه، وقيل: طِوَالُ الدّهرِ لمدّته الطَّوِيلَةِ، وتَطَاوَلَ فلانٌ: إذا أظهر الطُّولَ، أو الطَّوْلَ. قال تعالى: {فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ}⁣[القصص: ٤٥]، والطَّوْلُ خُصَّ به الفضلُ والمنُّ، قال: {شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ}⁣[غافر: ٣]، وقوله تعالى: {اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ}⁣[التوبة: ٨٦]، {ومَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا}⁣[النساء: ٢٥]، كناية عمّا يصرف إلى المهر والنّفقة.

  وطَالُوتُ اسمٌ عَلَمٌ وهو أعجميٌّ.

طين

  الطِّينُ: التّراب والماء المختلط، وقد يسمّى بذلك وإن زال عنه قوّة الماء قال تعالى: {مِنْ طِينٍ لازِبٍ}⁣[الصافات: ١١]، يقال: طِنْتُ كذا، وطَيَّنْتُه. قال تعالى: {خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وخَلَقْتَه مِنْ طِينٍ}⁣[ص: ٧٦]، وقوله تعالى: {فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ}⁣[القصص: ٣٨].

طوى

  طَوَيْتُ الشيءَ طَيّاً، وذلك كَطَيِّ الدَّرَجِ وعلى ذلك قوله: {يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ}⁣[الأنبياء: ١٠٤]، ومنه: طَوَيْتُ الفلاةَ، ويعبّر بِالطَّيِّ عن مُضِيِّ العمر. يقال: طَوَى اللَّه عُمرَه،


(١) أخرج الشيخان عن سلمة بن الأكوع قال: لما نزلت هذه الآية: {وعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَه فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ} من شاء منا صام، ومن شاء منا أن يفطر ويفتدي فعل ذلك حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه} انظر: فتح الباري ٨/ ١٨١ كتاب التفسير، ومسلم رقم ١١٤٥.

(٢) وهي قراءة شاذة، قرأت بها عائشة وسعيد بن جبير وعكرمة. انظر: الدر المنثور ١/ ٤٣١.

(٣) انظر: أساس البلاغة ص ٢٨٧، والمجمل ٢/ ٥٩٠.