مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

طين

صفحة 534 - الجزء 1

  قال الشاعر:

  ٣٠٤ - طَوَتْكَ خطوبُ دهرك بعد نشر⁣(⁣١)

  وقوله تعالى: {والسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِه}⁣[الزمر: ٦٧]، يصحّ أن يكون من الأوّل، وأن يكون من الثاني، والمعنى: مهلكات. وقوله: {إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً}⁣[طه: ١٢]، قيل: هو اسم الوادي الذي حصل فيه⁣(⁣٢)، وقيل:

  إن ذلك جعل إشارة إلى حالة حصلت له على طريق الاجتباء، فكأنّه طَوَى عليه مسافةً لو احتاج أن ينالها في الاجتهاد لبعد عليه، وقوله: {إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً}⁣[طه: ١٢]، قيل: هو اسم أرض، فمنهم من يصرفه، ومنهم من لا يصرفه، وقيل: هو مصدر طَوَيْتُ، فيصرف ويفتح أوّله ويكسر⁣(⁣٣)، نحو: ثنى وثنى، ومعناه: ناديته مرّتين⁣(⁣٤)، واللَّه أعلم.

  تمّ كتاب الطاء.


(١) الشطر لدعبل الخزاعي، وعجزه:

كذاك خطوبه نشرا وطيّا

وهو في الكامل ١/ ٢٣٨، وسيأتي مزيد الكلام عليه في مادة (نشر).

(٢) وهذا قول ابن عباس كما أخرجه عنه ابن المنذر وابن أبي حاتم. الدر المنثور ٥/ ٥٥٩.

(٣) قرأ {طُوىً} بضم الطاء والتنوين ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ الباقون بالضم بلا تنوين. انظر: الإتحاف ص ٣٠٢.

(٤) أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال: واد بفلسطين قدّس مرتين. وعن قتادة قال: واد قدّس مرتين، واسمه طوى. الدر المنثور ٥/ ٥٥٩ - ٥٦٠.