مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

عرج

صفحة 557 - الجزء 1

  والأَعْرَابِيُّ في التّعارف صار اسما للمنسوبين إلى سكَّان البادية، والعَرَبِيُّ: المفصح، والإِعْرَابُ: البيانُ. يقال: أَعْرَبَ عن نفسه. وفي الحديث: «الثّيّب تُعْرِبُ عن نفسها»⁣(⁣١) أي:

  تبيّن. وإِعْرَابُ الكلامِ: إيضاح فصاحته، وخصّ الإِعْرَابُ في تعارف النّحويّين بالحركات والسّكنات المتعاقبة على أواخر الكلم، والعَرَبيُّ: الفصيح البيّن من الكلام، قال تعالى: {قُرْآناً عَرَبِيًّا}⁣[يوسف: ٢]، وقوله: {بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}⁣[الشعراء: ١٩٥]، {فُصِّلَتْ آياتُه قُرْآناً عَرَبِيًّا}⁣[فصلت: ٣]، {حُكْماً عَرَبِيًّا}⁣[الرعد: ٣٧]، وما بالدّار عَرِيبٌ. أي: أحدٌ يُعْرِبُ عن نفسه، وامرأةٌ عَرُوبَةٌ: مُعْرِبَةٌ بحالها عن عفّتها ومحبّة زوجها، وجمعها: عُرُبٌ. قال تعالى: {عُرُباً أَتْراباً}⁣[الواقعة: ٣٧]، وعَرَّبْتُ عليه: إذا رددت من حيث الإعراب. وفي الحديث: «عَرِّبُوا على الإمام»⁣(⁣٢). والمُعْرِبُ:

  صاحب الفرس العَرَبِيِّ، كقولك: المجرب لصاحب الجرب. وقوله: {حُكْماً عَرَبِيًّا}⁣[الرعد: ٣٧]، قيل: معناه: مفصحا يحقّ الحقّ ويبطل الباطل، وقيل: معناه شريفا كريما، من قولهم: عُرُبٌ أتراب، أو وصفه بذلك كوصفه بكريم في قوله: {كِتابٌ كَرِيمٌ}⁣[النمل: ٢٩]. وقيل: معناه: مُعْرِباً من قولهم: عَرِّبُوا على الإمام. ومعناه ناسخا لما فيه من الأحكام، وقيل: منسوب إلى النّبيّ العربيّ، والعَرَبِيُّ إذا نسب إليه قيل عَرَبِيٌّ، فيكون لفظه كلفظ المنسوب إليه، ويَعْرُبُ⁣(⁣٣) قيل: هو أوّل من نقل السّريانيّة إلى العَرَبِيَّةِ، فسمّي باسم فعله.

عرج

  العُرُوجُ: ذهابٌ في صعود. قال تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ والرُّوحُ}⁣[المعارج: ٤]، {فَظَلُّوا فِيه يَعْرُجُونَ}⁣[الحجر: ١٤]، والمَعَارِجُ:

  المصاعد. قال: {ذِي الْمَعارِجِ}⁣[المعارج: ٣]، وليلة المِعْرَاجُ سمّيت لصعود الدّعاء فيها إشارة إلى قوله: {إِلَيْه يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}⁣[فاطر: ١٠]، وعَرَجَ عُرُوجاً وعَرَجَاناً: مشى مشي العَارِجِ. أي: الذاهب في صعود، كما يقال: درج: إذا مشى مشي الصاعد في درجه، وعَرِجَ: صار ذلك خلقة له⁣(⁣٤)، وقيل للضّبع:


(١) الحديث عن عدي بن عدي الكندي عن أبيه عن رسول اللَّه قال: «أشيروا على النساء في أنفسهن»، فقالوا: إن البكر تستحي يا رسول اللَّه. قال رسول اللَّه : «الثيب تعرب عن نفسها بلسانها، والبكر رضاها صمتها» أخرجه أحمد في المسند ٤/ ١٩٢.

(٢) لم أجده.

(٣) هو يعرب بن قحطان، أبو اليمن كلهم، وهم العرب العاربة، ونشأ سيدنا إسماعيل معهم فتكلَّم بلسانهم.

(٤) انظر: الأفعال ١/ ٢٨٧.