مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

عرجن

صفحة 558 - الجزء 1

  عَرْجَاءُ، لكونها في خلقتها ذات عَرَجٍ، وتَعَارَجَ نحو: تضالع، ومنه استعير:

  ٣١٥ - عَرِّجْ قليلا عن مدى غلوائكا⁣(⁣١)

  أي: احبسه عن التّصعّد. والعَرْجُ: قطيعٌ ضخم من الإبل، كأنّه قد عَرَجَ كثرةً، أي:

  صعد.

عرجن

  قال تعالى: {حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}⁣[يس: ٣٩]، أي: ألفافه من أغصانه.

عرش

  العَرْشُ في الأصل: شيء مسقّف، وجمعه عُرُوشٌ. قال تعالى: {وهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها}⁣[البقرة: ٢٥٩]، ومنه قيل: عَرَشْتُ الكرمَ وعَرَّشْتُه: إذا جعلت له كهيئة سقف، وقد يقال لذلك المُعَرَّشُ. قال تعالى: {مَعْرُوشاتٍ وغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ}⁣[الأنعام: ١٤١]، {ومِنَ الشَّجَرِ ومِمَّا يَعْرِشُونَ}⁣[النحل: ٦٨]، {وما كانُوا يَعْرِشُونَ}⁣[الأعراف: ١٣٧]. قال أبو عبيدة⁣(⁣٢): يبنون، واعْتَرَشَ العنبَ: رَكَّبَ عَرْشَه، والعَرْشُ: شبه هودجٍ للمرأة شبيها في الهيئة بِعَرْشِ الكرمِ، وعَرَّشْتُ البئرَ: جعلت له عَرِيشاً. وسمّي مجلس السّلطان عَرْشاً اعتبارا بعلوّه. قال: {ورَفَعَ أَبَوَيْه عَلَى الْعَرْشِ}⁣[يوسف: ١٠٠]، {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها}⁣[النمل: ٣٨]، {نَكِّرُوا لَها عَرْشَها}⁣[النمل: ٤١]، {أَهكَذا عَرْشُكِ}⁣[النمل: ٤٢]، وكنّي به عن العزّ والسّلطان والمملكة، قيل: فلان ثُلَّ عَرْشُه. وروي أنّ عمر ¥ رؤي في المنام فقيل: ما فعل بك ربّك؟ فقال: لولا أن تداركني برحمته لَثُلَّ عَرْشِي⁣(⁣٣). وعَرْشُ اللَّه: ما لا يعلمه البشر على الحقيقة إلَّا بالاسم، وليس كما تذهب إليه أوهام العامّة، فإنه لو كان كذلك لكان حاملا له، تعالى عن ذلك، لا محمولا، واللَّه تعالى يقول: {إِنَّ الله يُمْسِكُ السَّماواتِ والأَرْضَ أَنْ تَزُولا ولَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِه}⁣[فاطر: ٤١]، وقال قوم: هو الفلك الأعلى والكرسيّ فلك الكواكب، واستدلّ بما روي عن رسول اللَّه : «ما السّموات السّبع والأرضون السّبع في جنب الكرسيّ إلَّا كحلقة ملقاة في أرض فلاة والكرسيّ عند العَرْشِ


(١) هذا عجز بيت للصولي، وصدره:

أبا جعفر خف نبوة بعد صولة

وهو في ديوانه ص ١٦١، ومحاضرات الأدباء ١/ ١٠٩، والصداقة والصديق ص ٣٥، والممتع للقيرواني ص ٢٤٩.

(٢) راجع: مجاز القرآن ١/ ٢٢٧.

(٣) انظر: البصائر ٤/ ٤٢، وعمدة الحفاظ: عرش.