مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

عصب

صفحة 568 - الجزء 1

  والعِشَاءُ: من صلاة المغرب إلى العتمة، والعِشَاءَانِ: المغرب والعتمة⁣(⁣١)، والعَشَا: ظلمةٌ تعترض في العين، يقال: رجلٌ أَعْشَى، وامرأةٌ عَشْوَاءُ. وقيل: يخبط خبط عَشْوَاءَ⁣(⁣٢). وعَشَوْتُ النارَ: قصدتها ليلا، وسمّي النار التي تبدو بالليل عَشْوَةً وعُشْوَةً كالشُّعْلَةِ، عَشِيَ عن كذا نحو: عَمِيَ عنه. قال تعالى: {ومَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ}⁣[الزخرف: ٣٦]. والعَوَاشِي: الإبلُ التي ترعى ليلا.

  الواحدة عَاشِيَةٌ، ومنه قيل: العَاشِيَةُ تهيّج الآبية⁣(⁣٣)، والعَشَاءُ: طعامُ العِشَاءِ، وبالكسر صلاة العِشَاءِ، وقد عَشِيتُ وعَشَّيْتُه⁣(⁣٤)، وقيل: عَشِّ ولا تغترَّ⁣(⁣٥).

عصب

  العَصَبُ: أطنابُ المفاصلِ، ولحمٌ عَصِبٌ:

  كثيرُ العَصَبِ، والمَعْصُوبُ: المشدودُ بالعَصَبِ المنزوع من الحيوان، ثمّ يقال لكلّ شدّ: عَصْبٌ، نحو قولهم: لأُعَصِّبَنَّكُمْ عَصْبَ السَّلِمَةِ⁣(⁣٦)، وفلانٌ شديدُ العَصْبِ، ومَعْصُوبُ الخَلْقِ. أي: مُدْمَجُ الخِلْقَةِ، و {يَوْمٌ عَصِيبٌ}⁣[هود: ٧٧]، شديدٌ، يصحّ أن يكون بمعنى فاعل، وأن يكون بمعنى مفعول. أي: يوم مجموع الأطراف، كقولهم: يوم ككفّة حابل⁣(⁣٧)، وحلقة خاتم، والعُصْبَةُ: جماعةٌ مُتَعَصِّبَةٌ متعاضدة. قال تعالى: {لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ}⁣[القصص: ٧٦]، {ونَحْنُ عُصْبَةٌ}⁣[يوسف: ١٤]، أي: مجتمعة الكلام متعاضدة، واعْصَوْصَبَ القومُ: صاروا عَصَباً، وعَصَبُوا به أمراً، وعَصَبَ الرّيقُ بفمه: يبس حتى صار كالعَصَبِ أو كالمَعْصُوبِ به. والعَصْبُ: ضربٌ من برود اليمن قد عُصِبَ به نقوشٌ، والعِصَابَةُ:

  ما يُعْصَبُ به الرأسُ والعمامةُ، وقد اعْتَصَبَ فلانٌ نحو: تعمّم. والمَعْصُوبُ: الناقةُ التي لا تدرّ حتى تُعْصَبَ، والعَصِيبُ في بطن الحيوان لكونه


(١) انظر: جنى الجنتين ص ٧٩.

(٢) والعشواء: الناقة التي لا تبصر ما أمامها، فهي تخبط بيدها كلّ شيء. انظر: المجمل ٣/ ٦٦٨.

(٣) معناه: إذا رأت التي تأبى الرعي التي تتعشى هاجتها للرعي فرعت معها. انظر: اللسان (عشا)، ومجمع الأمثال ٢/ ٩، والأمثال ص ٣٩٤.

(٤) في المجمل ٣/ ٦٦٩: تقول: عشوت فلانا وعشيته بمعنى واحد، إذا أطعمته عشاء.

(٥) المثل يضرب للاحتياط والأخذ بالثقة في الأمور. انظر: المجمل ٣/ ٦٦٩، ومجمع الأمثال ٢/ ١٦، والأمثال ٢١٢.

(٦) هذه العبارة من خطبة الحجاج بن يوسف الثقفي لمّا دخل البصرة، والخطبة كاملة في عيون الأخبار ٢/ ٢٤٤، والعقد الفريد ٤/ ١٨١.

(٧) وفي ذلك يقول الطَّرمّاح:

كأنّ بلاد اللَّه وهي عريضة ... على الخائف المذعور كفة حابل