مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

عصر

صفحة 569 - الجزء 1

  مَعْصُوباً. أي: مطويّا.

عصر

  العَصْرُ: مصدرُ عَصَرْتُ، والمَعْصُورُ: الشيءُ العَصِيرُ، والعُصَارَةُ: نفاية ما يُعْصَرُ. قال تعالى: {إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً}⁣[يوسف: ٣٦]، وقال: {وفِيه يَعْصِرُونَ}⁣[يوسف: ٤٩]، أي:

  يستنبطون منه الخير، وقرئ: (يُعْصَرُونَ)⁣(⁣١) أي: يمطرون، واعْتَصَرْتُ من كذا: أخذت ما يجري مجرى العُصَارَةِ، قال الشاعر:

  ٣٢٠ - وإنّما العيش بربّانه ... وأنت من أفنانه مُعْتَصِرٌ⁣(⁣٢)

  {وأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً}⁣[عم: ١٤]، أي: السحائب التي تَعْتَصِرُ بالمطر.

  أي: تصبّ، وقيل: التي تأتي بالإِعْصَارِ، والإِعْصَارُ:

  ريحٌ تثير الغبار. قال تعالى: {فَأَصابَها إِعْصارٌ}⁣[البقرة: ٢٦٦]. والاعْتِصَارُ: أن يغصّ فَيُعْتَصَرَ بالماء، ومنه: العَصْرُ، والعَصَرُ: الملجأُ، والعَصْرُ والعِصْرُ: الدّهرُ، والجميع العُصُورُ.

  قال: {والْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ}⁣[العصر: ١ - ٢]، والعَصْرُ: العشيُّ، ومنه: صلاة العَصْرِ وإذا قيل: العَصْرَانِ، فقيل: الغداة والعشيّ⁣(⁣٣)، وقيل: اللَّيل والنهار، وذلك كالقمرين للشمس والقمر⁣(⁣٤). والمُعْصِرُ: المرأةُ التي حاضت، ودخلت في عَصْرِ شبابِهَا.

عصف

  العَصْفُ والعَصِيفَةُ: الذي يُعْصَفُ من الزّرعِ، ويقال لحطام النّبت المتكسّر: عَصْفٌ.

  قال تعالى: {والْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ}⁣[الرحمن: ١٢]، {كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ}⁣[الفيل: ٥]، و {رِيحٌ عاصِفٌ}⁣[يونس: ٢٢]، وعَاصِفَةٌ ومُعْصِفَةٌ: تَكْسِرُ الشيءَ فتجعله كَعَصْفٍ، وعَصَفَتْ بهم الرّيحُ تشبيها بذلك.

عصم

  العَصْمُ: الإمساكُ، والاعْتِصَامُ: الاستمساك.

  قال تعالى: {لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ الله}⁣[هود: ٤٣]، أي: لا شيء يَعْصِمُ منه، ومن قال معناه: لا مَعْصُومَ⁣(⁣٥) فليس يعني أنّ العَاصِمَ بمعنى المَعْصُومِ، وإنّما ذلك تنبيه منه على


(١) وهي قراءة شاذة.

(٢) البيت لابن أحمر، وهو في ديوانه ص ٦١، والمجمل ٣/ ٦٧٢، واللسان (عصر).

(٣) انظر: المجمل ٣/ ٦٧٢، وجنى الجنتين ص ٧٩.

(٤) انظر: البصائر ٤/ ٧١، واللسان (قمر).

(٥) وهو قول ابن قتيبة ومكي القيسي. انظر: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص ٢٠٤، وتفسير المشكل من غريب القرآن لمكي ص ١٠٦، وانظر: المدخل لعلم التفسير ص ١٥٩.

- وقال الفرّاء: لا يجوز لك في وجه أن تقول: المعصوم عاصم، ولكن لو جعلت العاصم في تأويل معصوم، كأنك قلت: لا معصوم اليوم من أمر اللَّه لجاز رفع (من)، ولا تنكرنّ أن يخرج المفعول على فاعل، ألا ترى قوله: {مِنْ ماءٍ دافِقٍ} فمعناه - واللَّه أعلم -: مدفوق. راجع: معاني القرآن ٢/ ١٥.