مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

عم

صفحة 584 - الجزء 1

  نحو بطَّيخ. ومعناه: إن الأبرار في جملة هؤلاء فيكون ذلك كقوله: {فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ}⁣[النساء: ٦٩]، الآية.

  وباعتبار العلوّ قيل للمكان المشرف وللشّرف:

  العَلْيَاءُ، والعُلِّيَّة: تصغير عَالِيَةٍ فصار في التّعارف اسما للغرفة، وتَعَالَى النهار: ارتفع، وعَالِيَةُ الرّمحِ: ما دون السّنان، جمعها عَوَالٍ، وعَالِيَةُ المدينةِ، ومنه قيل: بعث إلى أهل العَوَالِي⁣(⁣١)، ونسب إلى العَالِيَة فقيل: عُلْوِيٌّ⁣(⁣٢). والعَلَاةُ:

  السّندان حديدا كان أو حجرا. ويقال: العُلِّيَّةُ للغرفة، وجمعها عَلَالِي، وهي فعاليل، والعِلْيَانُ: البعير الضّخم، وعِلَاوَةُ الشيءِ:

  أعلاه. ولذلك قيل للرّأس والعنق: عِلَاوَةٌ، ولما يحمل فوق الأحمال: عِلَاوَةٌ. وقيل: عِلَاوَةُ الرّيح وسفالته، والمُعَلَّى: أشرف القداح، وهو السابع، واعْلُ عنّي، أي: ارتفع⁣(⁣٣). و (تَعالَ) قيل: أصله أن يدعى الإنسان إلى مكان مرتفع، ثم جعل للدّعاء إلى كلّ مكان، قال بعضهم: أصله من العلوّ، وهو ارتفاع المنزلة، فكأنه دعا إلى ما فيه رفعة، كقولك:

  افعل كذا غير صاغر تشريفا للمقول له. وعلى ذلك قال: {فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا}⁣[آل عمران: ٦١]، {تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ}⁣[آل عمران: ٦٤]، {تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ الله}⁣[النساء: ٦١]، {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ}⁣[النمل: ٣١]، {تَعالَوْا أَتْلُ}⁣[الأنعام: ١٥١]. وتَعَلَّى: ذهب صعدا. يقال:

  عَلَيْتُه فتَعَلَّى، و (عَلَى): حَرْفُ جرٍّ، وقد يوضع موضع الاسم في قولهم:

  ٣٣١ - غدت من عليه⁣(⁣٤)

عم

  العَمُّ: أخو الأب، والعَمَّةُ أخته. قال تعالى: {أَوْ بُيُوتِ أَعْمامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ}⁣[النور: ٦١]،


(١) العوالي: ناحية بالمدينة المنورة.

(٢) وهي نادرة.

(٣) انظر: المجمل ٣/ ٦٢٥.

(٤) هذا شطر بيت، وهو بتمامه:

غدت من عليه بعد ما تمّ ظمؤها ... تصلّ وعن قيض بزيزاء مجهل

وهو لمزاحم العقيلي، في اللسان (علا)، والمدخل لعلم التفسير ص ٤٤٨، وخزانة الأدب ٤/ ٢٥٣.

- فائدة: ممّا سلف تبيّن أنّ (على) تأتي اسما وفعلا وحرفا.

ومثلها ثماني عشرة كلمة، جمعها العلَّامة السيوطي فقال:

وردت في النحو كلمات أتت ... تارة حرفا، وفعلا، وسما

وهي: من والهاء والهمز وهل ... ربّ والنون وفي أعني فما

علّ لمّا وبلى حاشا ألا ... وعلى والكاف فيما نظما

وخلا لات وها فيما رووا ... وإلى أنّ فروّ الكلما

انظر: الأشباه والنظائر في النحو ٢/ ٨.