مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

عمق

صفحة 587 - الجزء 1

  سمّي الرَّيْحان من دون ذلك عَمَاراً فاستعارة منه واعتبار به. والْمَعْمَرُ: المَسْكَنُ ما دام عَامِراً بسكَّانه. والْعَوْمَرَةُ⁣(⁣١): صَخَبٌ يدلّ على عمارة الموضع بأربابه. والعُمْرَى في العطية: أن تجعل له شيئا مدّة عمرك أو عمره كالرّقبى⁣(⁣٢)، وفي تخصيص لفظه تنبيه أنّ ذلك شيء معار.

  والعَمْرُ: اللَّحم الذي يُعْمَرُ به ما بين الأسنان، وجمعه عُمُورٌ. ويقال للضّبع: أمّ عَامِرٍ⁣(⁣٣)، وللإفلاس: أبو عُمْرَةَ⁣(⁣٤).

عمق

  قال تعالى: {مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}⁣[الحج: ٢٧]، أي: بعيد. وأصل العُمْقِ: البعد سفلا، يقال: بئر عَمِيقٌ ومَعِيقٌ⁣(⁣٥): إذا كانت بعيدة القعر.

عمل

  العَمَلُ: كلّ فعل يكون من الحيوان بقصد، فهو أخصّ من الفعل⁣(⁣٦)، لأنّ الفعل قد ينسب إلى الحيوانات التي يقع منها فعل بغير قصد، وقد ينسب إلى الجمادات، والعَمَلُ قلَّما ينسب إلى ذلك، ولم يستعمل العَمَلُ في الحيوانات إلَّا في قولهم: البقر العَوَامِلُ، والعَمَلُ يستعمل في الأَعْمَالِ الصالحة والسّيّئة، قال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ}⁣[البقرة: ٢٧٧]، {ومَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ}⁣[النساء: ١٢٤]، {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِه}⁣[النساء: ١٢٣]، {ونَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وعَمَلِه}⁣[التحريم: ١١]، وأشباه ذلك. {إِنَّه عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ}⁣[هود: ٤٦]، {والَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ}⁣(⁣٧)، وقوله تعالى: {والْعامِلِينَ عَلَيْها}⁣[التوبة: ٦٠]: هم المتولَّون على الصّدقة، والعَمَالَةُ: أجرته، وعَامِلُ الرُّمْحِ: ما يلي


(١) يقال: تركت القوم في عومرة: أي: صياح وجلبة. انظر: اللسان (عمر)، والمجمل ٣/ ٦٢٩، والجمهرة ٢/ ٣٨٧.

(٢) الرّقبى: أن يهب شخصا دارا مثلا ويقول له: إن متّ قبلي رجعت إليّ، وإن متّ قبلك فهي لك. وراجع أحكام العمرى والرقبى في كتب الفقه.

(٣) انظر: اللسان (عمر)، وحياة الحيوان ١/ ٦٣٤، وثمار القلوب ص ٢٥٨.

(٤) قال ابن فارس: ويقال للإفلاس: أبو عمرة، وقال ابن منظور: وأبو عمرة كنية الجوع. قال الثعالبي: أبو عمرة: كنية الإفلاس وكنية الجوع، وأنشد:

إنّ أبا عمرة حلّ حجرتي ... وحلّ نسج العنكبوت برمتي

راجع: المجمل ٣/ ٦٢٩، واللسان (عمر)، وثمار القلوب ص ٢٤٨.

(٥) انظر: جمهرة اللغة ٣/ ١٣١، واللسان (عمق).

(٦) قال أبو هلال العسكري: والفرق بين الفعل والعمل: أنّ العمل إيجاد الأثر في الشيء. يقال: فلان يعمل الطين خزفا، ويعمل الخوص زنبيلا، والأديم سقاء. ولا يقال: يفعل ذلك، لأنّ فعل الشيء عبارة عمّا وجد في حال كان قبلها مقدورا، سواء كان عن سبب أو لا. انظر: الفروق اللغوية ص ١٠٩ - ١١٠.

(٧) في المطبوعة والمخطوطات: والذين يعملون السيئات لهم عذاب شديد وهذا خطأ والصحيح ما أثبتناه، وهي الآية ١٠ من سورة فاطر. والظاهر أن الخطأ من المؤلف نفسه لأنه استشهد به في مادة (عمل). [استدراك]