مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

عمى

صفحة 588 - الجزء 1

  السّنان، والْيَعْمُلَةُ: مشتقّة من الْعَمَلِ⁣(⁣١).

عمه

  الْعَمَه: التّردُّدُ في الأمر من التّحيّر. يقال: عَمَه فهو عَمِه وعَامِه⁣(⁣٢)، وجمعه عُمَّه. قال تعالى: {فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ}⁣[الأعراف: ١٨٦]، {فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ}⁣[البقرة: ١٥]، وقال تعالى: {زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ}⁣[النمل: ٤].

عمى

  العَمَى يقال في افتقاد البصر والبصيرة، ويقال في الأوّل: أَعْمَى، وفي الثاني: أَعْمَى وعَمٍ، وعلى الأوّل قوله: {أَنْ جاءَه الأَعْمى}⁣[عبس: ٢]، وعلى الثاني ما ورد من ذمّ العَمَى في القرآن نحو قوله: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ}⁣[البقرة: ١٨]، وقوله: {فَعَمُوا وصَمُّوا}⁣[المائدة: ٧١]، بل لم يعدّ افتقاد البصر في جنب افتقاد البصيرة عَمًى حتى قال: {فَإِنَّها لا تَعْمَى الأَبْصارُ ولكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}⁣[الحج: ٤٦]، وعلى هذا قوله: {الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي}⁣[الكهف: ١٠١]، وقال: {لَيْسَ عَلَى الأَعْمى حَرَجٌ}⁣[الفتح: ١٧]، وجمع أَعْمَى عُمْيٌ وعُمْيَانٌ. قال تعالى: {بُكْمٌ عُمْيٌ}⁣[البقرة: ١٧١]، {صُمًّا وعُمْياناً}⁣[الفرقان: ٧٣]، وقوله: {ومَنْ كانَ فِي هذِه أَعْمى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمى وأَضَلُّ سَبِيلًا}⁣[الإسراء: ٧٢]، فالأوّل اسم الفاعل، والثاني قيل: هو مثله، وقيل: هو أفعل من كذا، الذي للتّفضيل لأنّ ذلك من فقدان البصيرة، ويصحّ أن يقال فيه: ما أفعله، وهو أفعل من كذا، ومنهم من حمل قوله تعالى: {ومَنْ كانَ فِي هذِه أَعْمى}⁣[الإسراء: ٧٢]، على عمى البصيرة والثاني على عمى البصر، وإلى هذا ذهب أبو عمرو⁣(⁣٣)، فأمال الأولى لمّا كان من عمى القلب، وترك الإمالة في الثاني لما كان اسما، والاسم أبعد من الإمالة.

  قال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وشِفاءٌ والَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى}⁣[فصلت: ٤٤]، {إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِينَ}⁣[الأعراف: ٦٤]، وقوله: {ونَحْشُرُه


(١) اليعملة: الناقة.

(٢) قال السرقسطي: يقال: عمه فلان في الأرض، وعمه عمها وعموها وعمهانا: إذا تردّد لا يدري أين يتوجه فهو عامه وعمه. انظر: الأفعال ١/ ٢٩٣.

(٣) هو أبو عمرو بن العلاء توفي سنة ١٥٤. انظر: ترجمته في بغية الوعاة ٢/ ٢٣١، وانظر: قول أبي عمرو هذا في البصائر ٤/ ١٠٣.

قال الدمياطي: وقرأ أبو عمرو بإمالة الأول محضة بكونه ليس أفعل تفضيل، وفتح الثاني لأنه للتفضيل، ولذا عطف عليه: و (أضلّ). انظر: الإتحاف ص ٢٨٥.

وهو عكس ما قاله الراغب.