مفردات ألفاظ القرآن،

الراغب الأصفهاني (المتوفى: 502 هـ)

فرش

صفحة 629 - الجزء 1

  ٣٤٩ - ولست بمفراح إذا الخير مسّني ... ولا جازع من صرفه المتقلَّب⁣(⁣١)

  وما يسرّني بهذا الأمر مُفْرِحٌ ومَفْرُوحٌ به، ورجل مُفْرَحٌ: أثقله الدين⁣(⁣٢)، وفي الحديث:

  «لا يترك في الإسلام مفرح»⁣(⁣٣)، فكأنّ الإِفْرَاحُ يستعمل في جلب الفرح، وفي إزالة الفرح، كما أنّ الإشكاء يستعمل في جلب الشّكوى وفي إزالتها، فالمدان قد أزيل فرحه، فلهذا قيل: (لا غمّ إلا غمّ الدّين)⁣(⁣٤).

فرد

  الفَرْدُ: الذي لا يختلط به غيره، فهو أعمّ من الوتر وأخصّ من الواحد، وجمعه: فُرَادَى. قال تعالى: {لا تَذَرْنِي فَرْداً}⁣[الأنبياء: ٨٩]، أي:

  وحيدا، ويقال في اللَّه: فرد، تنبيها أنه بخلاف الأشياء كلَّها في الازدواج المنبّه عليه بقوله: {ومِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ}⁣[الذاريات: ٤٩]، وقيل: معناه المستغني عمّا عداه، كما نبّه عليه بقوله: {غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ}⁣[آل عمران: ٩٧]، وإذا قيل: هو مُنْفَرِدٌ بوحدانيّته، فمعناه:

  هو مستغن عن كلّ تركيب وازدواج تنبيها أنه مخالف للموجودات كلَّها. وفَرِيدٌ: واحد، وجمعه فُرَادَى، نحو: أسير وأسارى. قال: {ولَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى}⁣[الأنعام: ٩٤].

فرش

  الفَرْشُ: بسط الثّياب، ويقال لِلْمَفْرُوشِ:

  فَرْشٌ وفِرَاشٌ. قال تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِراشاً}⁣[البقرة: ٢٢]، أي: ذلَّلها ولم يجعلها ناتئة لا يمكن الاستقرار عليها، والفِرَاشُ جمعه: فُرُشٌ. قال: {وفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ}⁣[الواقعة: ٣٤]، {فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ}⁣[الرحمن: ٥٤]. والفَرْشُ: ما يُفْرَشُ من الأنعام، أي: يركب، قال تعالى: {حَمُولَةً وفَرْشاً}⁣[الأنعام: ١٤٢]، وكنّي بِالْفِرَاشِ عن كلّ واحد من الزّوجين، فقال النبيّ : «الولد


(١) البيت لهدبة بن خشرم. وهو في الحماسة البصرية ١/ ١١٥، والشعر والشعراء ص ٤٦٢.

(٢) انظر: المجمل ٣/ ٧٢٠، والجمهرة ٢/ ١٣٩، واللسان (فرح).

(٣) الحديث عن عمرو بن عوف المزني عن النبيّ قال: «لا يترك مفرح في الإسلام حتى يضمّ إلى قبيلة» أخرجه الطبراني، والبغوي في شرح السنة ١٠/ ٢١٠، وفيه كثير بن عبد اللَّه المزني وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات.

والحديث يروى بالجيم والحاء، ومعناه بالجيم: القتيل يوجد بالفلاة، فإنه يودى من بيت المال، ولا يطلّ دمه.

انظر: مجمع الزوائد ٦/ ٢٩٦، وغريب الحديث لأبي عبيد ١/ ٣٠.

(٤) (لا همّ إلا همّ الدّين، ولا وجع إلا وجع العين) أخرجه الطبراني في الصغير، والبيهقي في الشعب عن جابر رفعه، وقال البيهقي: إنه منكر. انظر: معجم الطبراني الصغير ص ٣١١، وكشف الخفاء ٢/ ٣٦٩.

وقال الصغاني في موضوعاته ص ٣٨: إنه موضوع.